طيلة فترة الشباب استمعت مع الكثيرين الى وعظ ودروس من المجالس بحضور العلماء، وكنا نتطلع لنكون نماذج مفيدة للوطن والشعب في المستقبل. وقد صادقت شباناً على درجة عالية من الحق والايمان حتى كدت أسميهم بالملائكة. وعرفت بطريقة وأخرى أنهم ينتمون الى حزب اسلامي يرشدهم ويعلمهم. كثيرون منهم قتلهم النظام العراقي البائد وآخرون سجنوا، والبقية هربوا وتوزعوا في أرض الله الواسعة. شيدت دولة في مخيلتي من أمثال هؤلاء وحلمت بالدولة المثالية التي لا يسرق فيها الحاكم بل يكون خادماً للفرد من دون تمييز أو تفضيل. ولكنني لم أحسب حساب هذا اليوم الذي أرى فيه أمثال أولئك النماذج الذين وصلوا الى السلطة بفضل الأميركيين. ومنهم من أصبح وزيراً وسفيراً بين ليلة وضحاها، متهمين بالسرقة. وحين قرأت خبر إلقاء القبض على شقيق وزير التجارة الذي ينتمي الى حزب الدعوة الاسلامي تأسفت على كل تلك الأرواح التي زهقت لأنهم ناصروا حزب الدعوة. هل نضع اللائمة على حزب الدعوة، الجناح الفلاني أو الداخلي أو الخارجي، الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع؟ وهل إن نوري المالكي وهو قائد حزب الدعوة ورئيس مجلس الوزراء عليه السكوت عن هذا الامر؟ ان الواجب الشرعي والقانوني والتاريخي والجهادي هو أن يضع حداً لهذه التجاوزات ليس فقط على حقوق الشعب العراقي بل تلك التي تمس سمعة حزب الدعوة. عباس النوري - بريد الكتروني