وصف رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء بأنه"إيجابي"ويفسح المجال أمام اجراء مفاوضات جوهرية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع. ونفى المسؤول المغربي أن يكون هناك اتفاق على بدء حوار مع السلطات الجزائرية في الوقت الراهن، لكنه جدد دعوة بلاده إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات. واعتبرت مصادر رسمية أن اقتراح الموفد الدولي كريستوفر روس عقد مفاوضات مصغرة غير رسمية للإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات حول الصحراء قد يساعد في حلحلة الموقف. وكشفت ل"الحياة"أن الموفد روس مقتنع أن لا سبيل لإحراز التقدم في جهود الحل السياسي من دون المفاوضات، وأن نقاشاً ساد إزاء توسيع صلاحيات"المينورسو"قوبل بالرفض"كون الأمر يتطلب معاودة صوغ قرار جديد لمجلس الأمن"، ما قد يعرّض مساعي الأممالمتحدة إلى صعوبات أكثر تعقيداً من الوضع الراهن الذي لا يزال يتسم بمأزق كبير. وكان بان كي مون اعترف في تقريره الموجّه إلى مجلس الأمن الدولي الثلثاء أن مفاوضات الصحراء وصلت إلى الباب المسدود، وأن استئنافها يتطلب"تحضيراً جيداً". ومن المقرر أن يشرع المجلس في درس تقرير الأمين العام الاسبوع المقبل على أن يصدر قراراً في الموضوع يرجح أن يمدد ولاية"المينورسو"سنة جديدة في نهاية الشهر الجاري. وتعتقد مصادر ديبلوماسية أن اتفاق الأطراف على مواصلة جولات المفاوضات من خلال اجتماعات مصغرة غير رسمية يهدف إلى التوصل إلى اتفاق حول جوهر الاشكالات المطروحة، أقله تقريب وجهات النظر في التعاطي وأرضية المفاوضات المرتقبة التي دعا الأمين العام إلى أن تنطبع بحسن النيات وعدم وضع شروط مسبقة. إلى ذلك، رأى ناطق باسم الحزب الشعبي الاسباني أن على جبهة بوليساريو"أن تطور موقفها السياسي من قضية الصحراء على غرار المغرب الذي اقترح حكماً ذاتياً موسعاً."وتكمن أهمية التصريح في كون الحزب الشعبي الاسباني المعارض لحكومة خوسي لويس ثاباتيرو لم يكن على وئام مع المغرب، غير أن الموفد الدولي كريستوفر روس حرص في زيارته الأخيرة للمنطقة على إشراك اسبانيا وفرنسا في جهود الحل السياسي للنزاع، ما يدفع الى الاعتقاد في أن اسبانيا تتوق إلى القيام بدور محوري في جهود التسوية. لكن رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الذي كان اجتمع الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في وقت سابق من الشهر الجاري أكد التزام باريس دعم خطة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط، وقال إن موقف باريس يلتقي وقرارات مجلس الأمن. من جهة ثانية بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس أول زيارة رسمية الى غينيا الاستوائية، وذكرت مصادر رسمية في الرباط أنه سيجري محادثات مع الرئيس تيودور اوبيانغ انفيما حول الأوضاع في افريقيا، وسيبرم البلدان اتفاقات للتعاون الاقتصادي والتجاري، وتندرج زيارة الملك محمد السادس إلى غينيا الاستوائية في اطار انفتاح على البلدان الافريقية جنوب الصحراء. نشر في العدد: 16814 ت.م: 17-04-2009 ص: 12 ط: الرياض