دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس، الى استقطاب العناصر المعتدلة في حركة"طالبان"الافغانية، معتبرة ان من ينبذ العنف يجب ان يحصل على"مصالحة مشرّفة" وقالت في خطاب ألقته أمام مؤتمر خاص بأفغانستان استضافته مدينة لاهاي الهولندية بمشاركة وفود تمثل أكثر من 70 دولة:"يجب ان ندعم الجهود التي تبذلها الحكومة الافغانية لفصل المتطرفين الذين ينتمون الى طالبان وتنظيم القاعدة عن اولئك الذين انضموا الى صفوفها ليس عن قناعة بل بسبب اليأس، وهو حال غالبية مقاتلي طالبان". وطالبت بمنح هذه"العناصر المعتدلة"مصالحة مشرفة ودمجهم سلمياً في المجتمع اذا رغبوا في نبذ العنف وتأييد الدستور. وفي نقد ضمني للزعماء الافغان الحاليين، اشارت وزيرة الخارجية الاميركية الى الحاجة الى حكومة"شرعية محترمة"تحارب الفساد الذي وصفته بأنه"سرطان يهدد نجاحنا على المدى الطويل مثل طالبان والقاعدة". واضافت:"الحكومة التي لا تستطيع ان تحقق ما يحتاجه الشعب تشكل أفضل وسيلة لتجنيد ارهابيين". ودعت الى اجراء انتخابات حرة ونزيهة في افغانستان في 20 آب اغسطس المقبل، معلنة ان بلادها ستقدم 40 مليون دولار لمساعدة الأممالمتحدة على الاستعداد للانتخابات، وحضت آخرين على تنفيذ خطوات مماثلة"لأن المجتمع الدولي كله يجب ان يواجه تحدي اعادة الاستقرار الى افغانستان". واشارت الى ان تهريب المخدرات وانتشار التطرف والعنف والركود الاقتصادي وتوزيع المياه والكهرباء والري تحتاج الى حلول اقليمية"، في اشارة الى ايران التي اعلن نائب وزير خارجيتها الايراني محمد مهدي خوندزاده في المؤتمر ذاته ان بلاده"مستعدة بالكامل"للمشاركة في مكافحة تهريب المخدرات ومشاريع التنمية واعادة اعمار افغانستان. وطالب خوندزاده برحيل القوات الاجنبية من افغانستان, منتقداً القرار الذي اتخذه الرئيس الاميركي باراك اوباما في استراتيجيته الجديدة التي اعلنها قبل اربعة ايام ارسال 17 الف جندي اضافي و4 آلاف عنصر لتدريب رجال الشرطة فيها،"اذ لن يكون ذلك مجدياً"، داعياً الى اعادة تخصيص النفقات العسكرية لتدريب الشرطة والجيش الافغانيين وتركيز عملية اعادة بناء حكومة على افغانستان، مؤكداً اهمية الانتخابات الرئاسية المقررة في آب. وحذر المسؤول الايراني الغرب من محاولة تحقيق اهداف غير تلك العسكرية في افغانستان، فيما ايد تعزيز دور الأممالمتحدة في افغانستان. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الافغانية مقتل 30 متمرداً وجرح 17 آخرين في عملية اطلقتها الشرطة في ولايتي اروزجان وهلمند الجنوبيتين، محددة هوية احد القتلى بأنه الملا محمد يعقوب القياددي في"طالبان". وينشط مقاتلو"طالبان"في جنوبافغانستان وشرقها، على رغم انهم نجحوا منذ العام الماضي في تكثيف حجم هجماتهم وتوسيعها الى العاصمة كابول. وفي لندن، اقترحت منظمة العفو الدولية على الدول المشاركة في مؤتمر لاهاي، ثلات خطوات رأت إنها تكفل تحسين حقوق الإنسان للشعب الأفغاني، إذا جرى التعامل معها بشكل مباشر. اولها تحسين إجراءات محاسبة القوات الأفغانية والدولية على انتهاكات القانون الدولي والإنساني وتعويض الضحايا المدنيين عن العمليات العسكرية، والثانية تحسين احترام القوات الأفغانية والدولية لسلطة القانون، والثالثة التدقيق في هوية المرشحين للإنتخابات المقبلة من اجل تحسين شرعية الحكومة وضمان عدم وجود ارتباطهم بجماعات وميليشيات مسلحة متهمة بالتورّط في انتهاكات لحقوق الإنسان. وأوردت المنظمة في بيان أن"الشعب الأفغاني يريد أفعالاً لا وعوداً من حكومته وداعميها الدوليين وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة"، مشيرة الى انها حضت المجتمع الدولي منذ فترة طويلة على اتخاذ تدابير تركز على مصلحة الشعب الأفغاني، وليس على الأهداف العسكرية أو السياسية القصيرة الأمد. نشر في العدد: 16798 ت.م: 01-04-2009 ص: 18 ط: الرياض