تبنت الاسرة الدولية في لاهاي استراتيجية الرئيس الاميركي باراك اوباما لإحلال الاستقرار في افغانستان، معبرة عن رغبتها في تصحيح الوضع لدحر حركة التمرد التي تخوضها حركة طالبان منذ سنتين. واكد الممثلون الدوليون في المؤتمر انه لا يمكن احلال الاستقرار في افغانستان بدون مساعدة الدول المجاورة وبينها ايران التي بدأت خطوات اولى على طريق انفراج في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة. وكان اجتماع لاهاي مقدمة لقمة حلف شمال الاطلسي التي ستعقد الجمعة والسبت على الحدود الالمانية الفرنسية وتشكل افغانستان احد مواضيعها الرئيسية. واكدت الدول والمنظمات الدولية الثمانون التي شاركت في المؤتمر في لاهاي ضرورة "تكريس مزيد من الجهد وبسرعة" لافغانستان ورسم "توجه واضح" لالتزامها من اجل "دعم الشعب الافغاني بفاعلية اكبر". ورأى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "انها سنة حرجة"، معتبرا ان "الفشل يعني خيانة الشعب الافغاني". وعرضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "الاستراتيجية الجديدة" في افغانستان التي اعلنها الرئيس باراك اوباما وتؤيد خصوصا مبدأ عفو عن عناصر طالبان الذين يتخلون عن العنف ويقطعون صلاتهم بتنظيم القاعدة. والى جانب القضاء على الارهاب والقاعدة الذي يشكل الاولوية لاوباما، دعا النص الى تكثيف البرامج المدنية خصوصا لتعزيز المؤسسات الافغانية. من ناحية أخرى، يبدو ان مبادرات الانفتاح المتكررة على ايران التي قام بها الرئيس الاميركي باراك اوباما آتت اولى ثمارها من خلال مشاركة وفد ايراني في المؤتمر القادم. واعلنت هيلاري كلينتون ان "ممثلنا الخاص لافغانستان ريتشارد هولبروك اجرى لقاء مقتضبا ولكن وديا مع رئيس الوفد الايراني". وقالت كلينتون ان اللقاء كان "سريعا". لكن هولبروك ونائب وزير الخارجية الايراني محمد مهدي خوندزاده اتفقا على "مواصلة الاتصالات". وكان نائب وزير الخارجية الايراني اعلن أمس الأول امام المؤتمر ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ ترحب بعروض التعاون التي قدمتها الدول المساهمة في افغانستان، تعلن استعدادها التام للمشاركة في المشاريع الرامية الى مكافحة تهريب المخدرات ومشاريع التنمية واعادة الاعمار في افغانستان". واعتبرت هيلاري كلينتون ان حضور ايران والموقف التي عبرت عنه يشكلان "اشارة واعدة لتعاون مقبل".