ثماني سنوات مرّت على دخول المصمم اللبناني باسيل سودا عالم الأزياء. سنوات قليلة في عالم الأزياء إذا ما قورنت بالمكانة الكبيرة التي بات يحتلّها في عالم الموضة العالمية. عام بعد آخر، يتقدم سودا في لائحة المصممين العالميين، بعد أن أثبت قدراته الموسم تلو الآخر في معترك عالم الأزياء، لا سيما في العروض المتكررة والمميزة التي يقدمها في عاصمة الموضة العالمية، بالتالي في ميدان كبار المصممين ودور الأزياء، في العاصمة الفرنسية باريس. قدّم سودا في مجموعته للموسم المقبل، محدثاً نقلة نوعية في مسيرته"المكثّفة"، اثنين وخمسين فستاناً شكّلت مجموعة مميزة من الأزياء الراقية. أزياء امتازت بالأقمشة المنسدلة والفضفاضة الحريرية، فضلاً عن الساتان والموسلين والشيفون التي تلقي على طلّة المرأة رونقاً خاصاً يزيدها تألقاً. واختتم عرضه بفستان زفاف طوّع في تصميمه أقمشة مختلفة، فلم يأخذ العروس إلى مكان بعيد من"التقليدي"المحبب، إذ أنه احتفظ باللون العاجي الملوكي للفستان، من دون أن يهمل إظهار العروس بحلّة عصرية. هي قصّات واسعة نسبياً من الأسفل، تترك الحرية في الحركة للساقين، من دون أن تهمل التقسيمات الدقيقة التي تظهر مفاتن المرأة وتفاصيل جسدها من دون أن تكشفها بطريقة مبتذلة. ربيع وصيف المصمم اللبناني لعام 2009، متعدد الألوان من الأصفر الدافئ، إلى ألوان الباستيل الفاتحة، والبنفسجي. لمسات قليلة من الشك باللون الذهبي والتطريز بألوان مختلفة، أضفت على الفساتين لمسات زادت من الأناقة التي تسعى إليها كل سيدة. أنثى باسيل سودا، امرأة كاملة الأنوثة، يدرك المصمم أهمية جسدها، ومكامن جمالها، فيثمّن من خلال زنّار أو قصة أو تطريز جزءاً من جسدها على حساب آخر، لتبدو أنيقة راقية واثقة من نفسها. ولم ينحصر تميّز باسيل سودا في مجموعة جديدة قدّمها، وإنما نال قسطاً وافراً من التقدير مع تكرار اسمه في الحفلة الواحدة والخمسين لتوزيع جوائز"غرامي"، حيث ظهرت مجموعة من الممثلات العالميات مرتديات فساتين لافتة بتوقيع المصمم اللبناني الشاب. استطاع سودا أن يحفظ لاسمه مكاناً على لائحة المشاهير، وبات يتردد في كواليس الحفلات العالمية، بعد أقل من عقد على دخوله عالم الأزياء... ما ينبئ بمستقبل غير بعيد من السجادة الحمراء التي يطمح كل مصمم إلى محاكاة ذوق النساء اللواتي يطأنها. نشر في العدد: 16771 ت.م: 05-03-2009 ص: 23 ط: الرياض