دأب أكثر من 600 متطوع ومتطوعة سعوديين في شكل سنوي على الانتشار عند شاطئ الخليج العربي شرق السعودية، لغرس 10 آلاف شتلة من نبات"المانغروف"المهدد بالانقراض، وذلك على بعد عشرات الأمتار من أكبر مصفاة نفطية في العالم. وتنفذ شركة"أرامكو السعودية"التي تعد أكبر شركة نفط في العالم حملتها السنوية لزرع "المانغروف" بالاستعانة بهؤلاء المتطوعين الذين ينتمون إلى جمعيات خيرية ودور أيتام وأندية شبابية. ويرتدي المتطوعون الذين تراوح أعمارهم بين السبع سنوات والأربعينات، زياً موحداً للذكور، وآخر للإناث، يطغى عليهما اللون الأبيض، ثم ينطلقون على طول الشاطئ منذ الصباح الباكر، وحتى العصر، لزرع الشتلات. وبدأت"أرامكو"حملاتها هذه منذ أكثر من عقدين، بالتعاون مع جهات تهتم بحماية البيئة، بهدف"إيجاد طرق علمية لحماية الحياة الفطرية في الخليج العربي". ومنذ ذلك التاريخ بدأت الشركة بالتعاون مع معهد أبحاث جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، رصد غابات شجر"المانغروف"، بهدف"حماية التنوع الإحيائي على سواحل الخليج العربي في شكل عام، وإيجاد تدابير وقائية لهذه الأشجار، تحديداً التي تسهم في حماية الحياة الفطرية، إضافة إلى إنها إحدى الأشجار المهددة بالانقراض، بعد أن تسبب المد العمراني والتجاوزات البشرية الخطأ في القضاء على الكثير من هذه الأماكن المهمة". ويقول الناشط البيئي منصور محمد، الذي يشارك سنوياً في حملات شبابية لزرع شتلات"المانغروف":"أسهم تهديد التجاوزات البشرية للبيئة، في إبرام سلسلة من الاتفاقات الدولية حول حماية التوعية الإحيائية، منها اتفاق الأممالمتحدة الخاص بحماية التنوع الإحيائي". ورأى" أن بعض هذه التجاوزات البشرية ترتكبها الشركات المصنعة للبترول والغاز، ما دفعها في السنوات الأخيرة إلى القيام بجهود كبيرة للحفاظ على البيئة، وهو ما يعكس الوعي المتنامي بأهمية التنوع الإحيائي، باعتباره من نظم دعم الحياة الأساسية". وخلال السنوات العشر الماضية، وضعت صناعة البترول والغاز برامج شديدة التنوع لحماية الحياة البرية، وإعادة تأهيل الموائل وتعزيزها، ودعم التثقيف البيئي، وتمويل عمليات المسح المستمرة للحياة البرية والغطاء النباتي، والحفاظ على الأنواع الأصلية. ووقعت"أرامكو"اتفاق شراكة مع الهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في السعودية، ووزارة الزراعة، يتعلق بغرس شتلات"المانغروف". واستحدثت"أرامكو"فكرة الاستعانة بطلاب المدارس والمتطوعين من موظفيها ودور الرعاية الاجتماعية،"بهدف رفع الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، إضافة إلى أن الشركة من الأعضاء النشيطين في اللجنة الوطنية لحماية أشجار المانغروف في الخليج العربي". وكثفت الشركة برامجها للحفاظ على هذه النبتة الشاطئية المهددة بالانقراض، ونشر الوعي البيئي لدى موظفي الشركة وأبنائهم والمجتمع في وجه عام. وتعمد"أرامكو"في حملتها البيئية، إلى زرع شتلات صغيرة في خليج تاروت، الذي يضم مصفاة رأس تنوره، وهي إحدى اكبر مصافي النفط في العالم. وفي هذا السياق يقول منصور:"تتركز الجهود على إعادة زرع هذه الشتلات في المواقع التي تعرضت فيها أشجار المانغروف للتدمير على مدار عقود، بسبب النشاطات البشرية". ويضيف:"استعانت الشركة بنحو 600 متطوع، معظمهم من طلاب المدارس ودور الرعاية الاجتماعية، وموظفي الشركة وعائلاتهم، في حملة بيئة مكثفة لزراعة 10 آلاف شتلة من نبات المانغروف على الضفة الشرقية من خليج تاروت بالقرب من المصفاة، لزيادة البيئات الخاصة بهذه الأشجار، لما لها من دور بارز في توفير مناطق حضانة وتكاثر وملجأ للكثير من الأحياء البحرية. وتعتبر مصدر غذاء لعدد منها. كما تعمل هذه الشجرة على حماية"الشواطئ من الانجراف وحماية الشعاب المرجانية من الرسوبيات". ويتابع :"إلى جانب أن هذه الحملات تسهم في الحفاظ على البيئة، فإنها تُشرك عناصر متعددة من المجتمع، خصوصاً الشباب، في حماية البيئة، بهدف رفع الوعي البيئي لديهم، والتأكيد على انخراطهم في المجتمع والأعمال الخيرية". يذكر أن"المانغروف"من أنواع النباتات الشاطئية التي تعيش على الماء المالح، ويكثر وجودها في شواطئ جنوب شرقي آسيا والخليج العربي والسواحل الغربية للبحر الأحمر وخليج العقبة. ويعتبر هذا النبات، الذي يُعرف أيضاً باسم"القرم"أو"الشورى"و"ابن سيناء"نسبة إلى العالم الشهير الذي اكتشف فوائده الطبية، من نبات الأيكات الساحلية. نشر في العدد: 16768 ت.م: 02-03-2009 ص: 24 ط: الرياض