لمّحت مصادر إصلاحية تحدثت الى"الحياة"في طهران أمس، الى عزم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي على الانسحاب من الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران يونيو المقبل، لمصلحة المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي. لكن هذه المصادر فضلت التريث على رغم اقتناع خاتمي بالانسحاب لمصلحة موسوي. وكان موسوي التقى خاتمي في منزله أمس، ثم المرشح الرئاسي الإصلاحي الآخر الرئيس السابق لمجلس الشورى البرلمان مهدي كروبي في منزل الأخير. وأفادت وكالة أنباء"إيلنا"العمالية بأن خاتمي سيعلن موقفه في شكل نهائي خلال الأيام الأربعة المقبلة، في الوقت الذي يتضح موقف موسوي من الانتخابات. ولم يتسرب شيء عن اجتماعي موسوي بخاتمي وكروبي، إلا ان ثمة معلومات عن جهود يبذلها موسوي لتوحيد الصف الإصلاحي في الانتخابات، خصوصاً في ظل الاقتناع الذي تولّد لدى الرئيس السابق بأن جناحاً كبيراً من المحافظين يؤيد ترشح موسوي. ونقلت وكالة"مهر"عن خاتمي قوله:"نظراً الى ان بعض المبدئيين المحافظين أيدوا موسوي ايضاً، ومسألة تغيير الاستراتيجيات والممارسات هي أهم موضوع الآن، واستناداً الى المعطيات الموجودة، نفضّل ان يبقى موسوي في الانتخابات لأنه شخصية محبوبة، وبإمكانه تنفيذ برامجه في شكل افضل في الظروف الراهنة". وأضافت الوكالة ان خاتمي برر انسحابه المحتمل، بأن"بعض المنافسين يريد إيجاد خلاف في الأجواء الانتخابية بين أنصاري وأنصار موسوي، ومن غير الصحيح ان نمضي بهذه الطريقة في الانتخابات". ونسبت وكالة أنباء"فارس"الى خاتمي قوله:"إذا انتقلت الانتخابات الى الدورة الثانية، فإن ذلك يُعدّ هزيمة كبرى بالنسبة إليّ، لكنه يُعدّ نصراً لموسوي". وأضاف:"جئنا من اجل الحفاظ على المبادئ الأخلاقية، واعتقد أن المنافسين لنا انتهكوا حرمة الأخلاق". وتعهد خاتمي العمل كي يتفق الإصلاحيون على مرشح واحد. وفي خطوة لافتة، انشق الاتحاد العمالي خانه كاركر عن صفوف الإصلاحيين، ليكون اول تجمع يدعم ترشح موسوي، بعدما كان الى جانب الأحزاب الإصلاحية ك"جبهة المشاركة"و"منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية"اللتين أيدتا ترشح خاتمي. في المقابل، تتقدم فكرة"حكومة الوحدة الوطنية"التي يقودها سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي بخطوات متسارعة، للخروج مما وصف ب"المأزق الذي يقبع فيه المحافظون". وتنحو هذه الفكرة باتجاه دفع واحدة من شخصيات ثلاث للترشح للانتخابات، وهي رضائي ومحمد باقر قاليباف وعلي اكبر ولايتي. وقالت مصادر محافظة ل"الحياة"ان الداعمين لفكرة"حكومة الوحدة الوطنية"أوصلوا رسالة الى خاتمي مفادها انهم سيطرحون مرشحاً للانتخابات بديلاً من الرئيس محمود احمدي نجاد، إذا انسحب الرئيس السابق لمصلحة موسوي، وهذا ما دعا خاتمي الى القول إنه يريد تغييراً في السياسات والسلوك بمعزل عن شخصية المرشح. نشر في العدد: 16782 ت.م: 16-03-2009 ص: 12 ط: الرياض