يسعى كل من سويسراوالنمسا ولوكسمبورغ إلى ايجاد سبل لدرء حملة عالمية على التهرب الضريبي، بتقديم تنازلات تتعلق بسرية المصارف. وخففت أندورا وليختنشتاين قواعدهما الصارمة تجاه سرية المصارف عشية اجتماع وزراء مال مجموعة العشرين للدول المتقدمة والناشئة، الذي سيبحث وضع الملاذات الضريبية.وأجرت النمساوسويسرا ولوكسمبورغ محادثات مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تضع المعايير الدولية للضرائب وتبادل المعلومات، وتضع قائمة سوداء بأسماء غير الملتزمين. وأكدت النمسا أنها ستتعاون أكثر في ما يتعلق بتبادل المعلومات مع دول أخرى عن من يشتبه في تهربهم من الضرائب. غير ان وزير المال النمسوي جوزيف برول، قال في مؤتمر صحافي اعد على عجل في فيينا، أن بلاده لن ترفع، باستثناء ذلك، قواعدها في شأن سرية المصارف. وتضم القائمة السوداء لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حالياً، ليختنشتاين وأندورا وموناكو، لكن فرنسا وألمانيا تريدان إدراج سويسرا كذلك. وعبرت المستشارة الألمانية انغيلا مركل عن تفاؤلها من احتمالات تعاون الملاذات الضريبية، إذا هددت مجموعة العشرين بإدراجها على القائمة السوداء. وبموجب اتفاق مع المنظمة ستسقط النمسا اعتراضاتها على الاتفاق الضريبي النموذجي، بعد ان أوضحت المنظمة أنها لا تتوقع سوى التعاون مع السلطات الضريبية الأجنبية إذا كانت هناك قضية محتملة. وقال برول:"يمكنني القول ان قانون سرية المصارف النمسوية يمكن ان يبقى كما هو... ومع ذلك سنبدأ في اتفاقات ضريبية ثنائية لضمان تبادل المعلومات إذا كان هناك اشتباه في تهرب ضريبي". والمناقشات الضريبية مهمة في قطاع إدارة الثروات، الذي يدير نحو سبعة تريليونات دولار في مراكز المعاملات المصرفية الخارجية على مستوى العالم. وسويسرا هي أكبر مركز عالمي للمعاملات المصرفية الخارجية، ولديها نحو تريليونا دولار من إجمالي الثروات المودعة في الخارج. وأشادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالتنازلات التي قدمتها في الفترة الأخيرة سنغافورة وهونغ كونغ وأندورا وجزيرة مان وجزر كايمان. وقال الأمين العام للمنظمة انخل غوريا في بيان، ان"الخطوات التي اتخذتها مجموعة من المراكز المالية في الأسابيع الأخيرة، أعطت دفعة مطلوبة لجهود الترويج للشفافية وتبادل المعلومات في شأن القضايا الضريبية". وأفادت دراسة أعدتها منظمة"أوكسفام"البريطانية الخيرية، ان ما تفقده الدول النامية من إيرادات الضرائب غير المحصلة، تزيد قيمته على بلايين الدولارات، تتلقاها هذه الدول كمساعدات أجنبية لأن مواطنيها يودعون أموالهم في ملاذات ضريبية ومراكز للمعاملات الخارجية. وأوضحت الدراسة ان هذه الدول تفقد نحو 124 بليون دولار من إيرادات الضرائب سنوياً، أي أكثر من 103 بلايين دولار من المساعدات الأجنبية السنوية. ودفع اجتماع مجموعة العشرين سويسرا للجوء الى لجنة خبراء للحصول على توصيات في شأن كيفية تخفيف الضغوط الدولية، من خلال عرض مزيد من التعاون في ما يتعلق بالمسائل الضريبية. نشر في العدد: 16780 ت.م: 14-03-2009 ص: 24 ط: الرياض