بعد رحلة بين مكتبة الاسكندريةوالقاهرة، ثم الرياض والجنادرية ومعرض الكتاب فيها، وبيروت ومكتباتها حملت في طريق العودة الى لندن بضعة عشر كتاباً زاد وزنها على وزن حقيبة السفر. كنت حملت معي الى مصر ستة كتب بعد أن طلب مني التلفزيون المصري أن أعرض على متفرجي الصباح آخر ما قرأت في ست دقائق لكل كتاب. وقدرت أنني سأنوء بالكتب في نهاية الرحلة، فتركت كتبي في القاهرة على أن أعود اليها في رحلة قادمة. في الاسكندرية أهدتني الأخت الدكتورة سهام الفريح كتابها"الابداع في شعر المرأة العربية: من القرن السادس الى القرن العشرين"، فكان الكتاب الوحيد بالانكليزية ضمن المجموعة. وأعرف أن الشعر لا يترجم، إلا أن محاولات المؤلفة شجاعة وتفي بالغرض. وكانت صدفة طيبة أن يضم الكتاب عرضاً لحياة بعض أشهر نساء العرب عبر التاريخ مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي. وفي حين أنني لا أزال في الفصل الأول، فقد وجدت أن الكتاب يزيد الى معلوماتي الشعرية مع أن دراستي الجامعية كانت أدبية. في الرياض أهداني الزميل فؤاد مطر كتابه"حكيم الثورة: سيرة جورج حبش ونضاله"، وهو في 155 صفحة تضم مقابلة طويلة على مدى جلسات عدة مع المناضل الفلسطيني الكبير، وأحد رموز حركة القوميين العرب. وحاولت أن أقارن أجوبة"الحكيم"عن أسئلة أخينا فؤاد بما سمعت من جورج حبش في جلسات كثيرة من بيروت الى مخيمات الأردن، واستفدت من الحديث عن الانشقاقات التي تعرضت لها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأفرزت القيادة العامة والجبهة الديموقراطية، في مخاض شهد التحول من فصيل نضال قومي الى جبهة ماركسية. وكان الزميل عرفان نظام الدين أهداني كتابه"ذكريات وأسرار: أربعون عاماً من السياسة والإعلام"في لندن، ووجدت كتابه في طبعته الثانية في معرض الكتب واشتريت نسخة منه تضامناً، إذ لا يجوز أن أنتظر الهدية نفسها مرتين. والكتاب في 888 صفحة، والطبعة الثانية تصحح بعض الأخطاء في طبعته الأولى. وكنت عرضته على القراء في حينه فلا أكرر شيئاً، وإنما أقول إنه مرجع عن حقبة تزاملت مع عرفان فيها، وتوثيقه المعلومات يعفيني من عناء البحث عنها لو كتبت بعض الذكريات في المستقبل. في الرياض أهداني الصحافي والكاتب الفلسطيني عادل أبو هاشم اثنين من كتبه هما"خطيئة أوسلو"و"الرصاصة والظلام"، وهذا في جزءين. الكتاب الأول يشرح عنوانه موضوعه، وسأحاول قراءته لأنني لا أرى في مفاوضات أوسلو خطأ أو خطيئة، فهذان في التنفيذ لا الفكرة الأصلية. أما"الرصاصة والظلام"فمهم ويسجل الاغتيالات الاسرائيلية للقيادات الفلسطينية، وفيه جهد كبير يُشكر المؤلف عليه. وازدان الجزء الأول بصورة لياسر عرفات، والثاني بصورة للشيخ أحمد ياسين، وكان بين الشهداء كثيرون ممن عرفت، مثل كمال ناصر وكمال عدوان ومحمد يوسف النجار، شهداء عملية بيروت ليل 9 - 10/4/1973 التي كتبت عنها من بيوت الضحايا، وسعيد حمامي وعزالدين قلق وعلي حسن سلامة وماجد أبو شرار وعصام السرطاوي وظافر المصري، والأخير صديق شخصي عزيز قتل برصاص الجريمة من متطرفين فلسطينيين. ولاحظت في الجزء الثاني أن غالبية الشهداء من كتائب القسّام. وهناك كتاب وجدته قراءة إلزامية لكل من يريد أن يفهم أوضاع العراق وما يجري هناك في الخفاء والعلن هو"شيعة العراق وشيعة السلطة: صراع الأجناس"وقد أهدانيه مؤلفه الكاتب والسياسي العراقي حسن العلوي، فهو يقول إن"شيعة السلطة أجناس وسلالات سحيقة، وشيعة العراق جنس واحد يريدونه مسحوقاً وهو لا شك ساحق". وباختصار، فالمؤلف يريد تحرير شيعة العراق من قبضة السلطة ويطالبهم بأن ينهضوا لتصحيح أوضاعهم مثلما حدث لسنّة العراق الذين أنهوا عصر العراق البريطاني. وأهداني الصديق الدكتور عبد الحسين شعبان كتابين: الأول هو"تحطيم المرايا: في الماركسية والاختلاف"، وهذا كتاب من نوع لا أقرأه إلا مضطراً وتحت تهديد السلاح، أما الثاني فكان"الجواهري: جدل الشعر والحياة"وهو جميل جداً، أكملت قراءته قبل أن أعود الى لندن فأبدأ به غداً. نشر في العدد: 16778 ت.م: 12-03-2009 ص: الأخيرة ط: الرياض