تحول مرشح مستقل لم يرفع أي ملصق قبل انتخابات مجالس المحافظات في كربلاء، المعقل الرئيسي للأحزاب الإسلامية الشيعية الى ظاهرة. ولف الغموض شخصية يوسف مجيد هادي الحبوبي الذي لم يدل بأي تصريح صحافي قبل الانتخابات ولا بعدها. وتقول زوجته إنه توارى فور إعلان فوزه، فيما تشير المعلومات الى تعرضه لتهديد بالقتل وتعرضه لمحاولة اغتيال قبل يومين من الانتخابات. ونال الحبوبي، الذي شغل مناصب محلية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، حوالي 55 ألف صوت في الانتخابات الأخيرة، وهي تعادل 7 مقاعد من أصل 27 مقعداً مخصصة للمحافظة. لكنه شغل مقعداً واحداً وسيتم إلغاء باقي الأصوات لعدم وجود مرشحين آخرين على قائمته. وأكدت مصادر "الحياة" انه تعرض لمحاولة اغتيال قبل يومين من الانتخابات، عندما أطلق مسلحون النار عليه بعد خروجه من مبنى المحافظة متوجهاً إلى منزله في حي الحسين. وأوضحت أن المرشح المستقل، الذي وصفه مراقبون بأنه "مفاجأة كربلاء"، اختفى عن الأنظار بعد المحاولة وتلقيه تهديداً بالقتل. وسادت الأوساط الشعبية في المدينة أجواء القلق عليه، ودعا وجهاء وشيوخ عشائر الحكومة الى المحافظة على حياته وتقديم الحماية له. إلى ذلك، أكدت زوجته ليلى أنها لم تره منذ أيام، وقالت ل "الحياة" إن "إجراءات أمنية تمنعه من الظهور في الوقت الحاضر"، ونفت تعرضه لمحاولة اغتيال. وأضافت ان "وجهاء كربلاء وبعض شيوخ العشائر ورجال الدين المعتدلين طلبوا منه ترشيح نفسه لانتخابات مجلس المحافظة وتعهدوا دعمه ولم ينظم أي حملة دعائية". وأشارت الى انه "لا يطمح إلى منصب المحافظ وسيعمل على خدمة الناس من موقعه عضواً في مجلس المحافظة". والحبوبي من مواليد 1949، شغل مناصب محلية عدة في عهد صدام، وكان مديراً لناحية الحسينية في نهاية السبعينات، ثم عين قائممقام مدينة العمارة عام 1991 بعد اجتياح الكويت، وعاد إلى كربلاء ليشغل منصب القائممقام عام 1995 ثم عوقب بنقله إلى الناصرية، وعاد إلى منصبه في كربلاء قبل سقوط نظام صدام بعام واحد. ويشير عدد من وجهاء المدينة إلى ان شعبية الحبوبي سببها "تاريخه المشرف"، على ما يقول أحد شيوخ العشائر "فالرجل كان يدير أمور محافظة كربلاء متطوعاً بعد دخول القوات الأميركية إلى العراق لكن الأحزاب الدينية أقصته بعد شهر واحد وتم تعيينه مستشاراً لدى المحافظة لخبرته الطويلة في العمل التي تجاوزت 40 عاماً". وكان حزبا "المجلس الأعلى" و "الدعوة" يسيطران على مجلس محافظة كربلاء خلال السنوات الأربع الماضية. وأكدت مصادر مفوضية الانتخابات انهما سيتقاسمان معظم المقاعد، بعد تشتت معظم أصوات المستقلين وضياع الأصوات الداعمة للحبوبي. نشر في العدد: 16743 ت.م: 05-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض