خيّمت أجواء أزمة بين المغرب وإيران على خلفية موقف متشدد التزمته السلطات المغربية في رفض واستنكار تصريحات إيرانية تطاول سيادة البحرين. وأفاد بيان للخارجية المغربية أن الرباط استدعت القائم بالأعمال بالوكالة في سفارتها في طهران"للتشاور لفترة أسبوع". وأبدت استغرابها، في غضون ذلك، لموقف الخارجية الإيرانية التي استدعت المسؤول المغربي ذاته وأبلغته"تعبيرات غير مناسبة"رأى المغرب أنها تحتّم اللجوء إلى دعوة الديبلوماسي المغربي للعودة إلى الرباط بهدف التشاور. وأفاد البيان أن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري استدعى الأربعاء سفير إيران في الرباط وحيد أحمدي، وعبّر له عن استغراب الحكومة المغربية موقف الخارجية الإيرانية وسلوكها الذي ترفضه الرباط بقوة. ونقل عن الوزير الفاسي القول خلال اجتماعه بالسفير الإيراني في الرباط إن موقف بلاده ازاء التصريحات الصادرة عن دوائر إيرانية والتي"تسيئ إلى سيادة أراضي مملكة البحرين ووحدتها"ينطلق من تشبث المغرب بعلاقات حسن الجوار بين الدول وتضامنها الكامل مع دولة شقيقة عضو في الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، في اشارة الى رسالة تضامن وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة اعتبر فيها التصريحات الايرانية هجينة تثير الاستغراب الشديد والقلق العميق، كما انها تتعارض ومبادئ القانون الدولي. وكانت الخارجية الايرانية استدعت القائم بالأعمال بالوكالة في سفارة المغرب في طهران للاستفسار عن الموقف بطريقة رأت فيها الرباط تجاوزاً للأعراف الديبلوماسية. بيد أن العلاقات بين الرباطوطهران عرفت تحسناً ملحوظاً في السنوات الأخيرة وزار مسؤولون ايرانيون رفيعو المستوى المغرب مرات عدة، فيما أكدت مصادر ايرانية أن طهران تلتزم موقفاً داعماً لجهود مجلس الأمن في تسوية نزاع الصحراء. إلا ان الأزمة الراهنة باتت تهدد صفاء هذه العلاقات وفق أكثر من مصدر، خصوصاً أن المغرب يلتزم موقفاً مناهضاً لضم إيران جزراً إماراتية ويرتبط بعلاقات ودية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وكانت العلاقات بين البلدين تعرضت لتدهور خطير بعد اطاحة نظام شاه إيران الراحل رضا بهلوي الذي لجأ إلى المغرب. غير أن الملك الراحل الحسن الثاني تمنى عليه مغادرة البلاد، على خلفية عزم المغرب استضافة مؤتمر قمة إسلامي لم يكن وارداً أن تشارك فيه إيران مع بقاء الشاه في المغرب. وأسعفت مبادرات ذات دلالات دينية وسياسية في رأب الصدع بين الرباطوطهران اللتين عاودتا ربط علاقاتهما الديبلوماسية. ولاحظت المصادر أنه على رغم المواقف المتشددة للإدارة الأميركية السابقة على عهد الرئيس جورج بوش، فإن المغرب حافظ على علاقات ودية مع إيران. لكن الأزمة الحالية تعتبر الأكثر حدة في حال لم يتم احتواؤها ديبلوماسياً. نشر في العدد: 16765 ت.م: 27-02-2009 ص: 8 ط: الرياض