يشمل قياس غازات الدم الشرياني ثلاثة هي: غاز الأوكسيجين وغاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز النيتروجين، وهذا القياس مفيد في حالات الأمراض التنفسية الربو والأمراض القلبية قصور القلب ونقص التروية الدموية القلبي، والتشوهات القلبية الولادية، وفي حالات حدوث اضطرابات في التوازن الحامضي - القلوي. يوجد الأوكسجين في الدم إما متحداً مع الهيموغلوبين خضاب الدم أو في شكل حر في بلاسما الدم، والأمر نفسه يقال عن غاز ثاني أوكسيد الكربون. أما غاز النيتروجين فهو حر لا يرتبط بأي شيء. ويتحد الهيموغلوبين مع الأوكسيجين لمدة قصيرة جداً لا تستغرق إلا جزءاً من الثانية، ومن بعدها يتخلى عنه الى الخلايا، وبمجرد تحرره من الأوكسجين يرتبط على الفور بغاز ثاني أوكسيد الكربون ومن ثم يذهب الى الرئتين ليتم تحريره فيهما فتتوليان طرده من الجسم عبر الزفير. ان الأوكسيجين ضروري جداً لإتمام عمليات الأكسدة الخلوية للحصول على الطاقة اللازمة للجسم ليتمكن من القيام بالعمليات الحيوية والفيزيولوجية. وعندما يكون الهيموغلوبين مشبعاً كلياً بغاز الأوكسيجين، فإن الأنسجة المختلفة في الجسم تحصل على ما يكفيها من هذا الغاز، أما في حال قلّ اشباع الهيموغلوبين بالأوكسيجين، فإن الأنسجة لا تقدر ان تنال ما يلزمها منه الأوكسيجين، ما يمنعها من القيام بوظائفها الحيوية في الشكل المناسب. ان نقص الأوكسيجين يسبب تدهوراً في مواد الطاقة الفوسفورية ويؤدي الى تراكم الهيدروجين في الدم، الأمر الذي تنتج منه زيادة في حموضة الدم التي تسبب مشاكل لا تحمد عقباها في حال لم يتم إصلاحها في الوقت المناسب. وينخفض مستوى الأوكسيجين في الدم في الحالات الآتية: - لدى المرضى الذين لا يتمكنون من أكسجة الدم الشرياني بسبب خلل في عملية انتشار الأوكسيجين، وهذا ما نراه في الإصابة بذات الرئة، وفي الصدمة الرئوية، وفي الهجمات الربوية، وفي التليف الرئوي، وفي فقر الدم، وفي حالات التسمم بأول أوكسيد الكربون، وفي الصمامة الرئوية. - المرضى الذين يعانون نقص التهوية وزيادة في إرواء الحويصلات الرئوية، وهذا ما يشاهد لدى المرضى البدينين الذين لا يستطيعون التنفس في شكل جيد عند الاستلقاء على الظهر، وتعرف هذه الحالة باسم متلازمة بيكويك. - في حال وجود اختلاط ما بين الدم الشرياني والدم الوريدي، وهذا ما نراه لدى المرضى الذين يشكون من آفات خلقية ولادية. في المقابل، فإن ارتفاع الأوكسيجين وثاني أوكسيد الكربون في الدم يلاحظ في الحالات الآتية: - أمراض الرئة الانسدادية المزمنة. - بعض التشوهات الصدرية. - عدد من المضاعفات الرئوية. ومن أجل قياس الغازات تسحب عينة الدم من أي شريان في الجسم من جانب شخص مدرب أو طبيب، ومن ثم توضع العينة في كأس محاطة بالثلج من أجل منع تجلط الدم والحؤول دون تطاير الغازات الموجودة فيها. وطبعاً لا بد من التأكد من طرد أي هواء يوجد في المحقنة التي تم سحب الدم بواسطتها كي لا تؤثر في النتائج. ولا بد من فحص عينة الدم بسرعة، أي خلال الدقائق الأولى من تسلّم عينة الدم، لتفادي أي تبدلات قد تعطي نتائج مغلوطة. ومن المناسب إعلام المريض بأن عدم الارتياح المرافق لسحب الدم من الشريان هو أقوى من ذاك الذي يشعر به عند سحب الدم من الوريد. ومن المناسب أيضاً، وضع رباط ضاغط على الموضع الذي سحب منه الدم لفترة لا تقل عن 3 الى 5 دقائق للوقاية من حدوث التورم الدموي. وإذا كان المريض يتناول مميعات الدم، فلا بد من إطالة فترة الضغط لتجنب النزف. نشر في العدد: 16757 ت.م: 19-02-2009 ص: 21 ط: الرياض