في الدم ثلاثة غازات هي غاز الأوكسيجين الذي يكون في شكل حرّ أو متحداً مع مادة الهيموغلوبين (خضاب الدم)، وغاز ثاني أوكسيد الكربون الذي ينطبق عليه ما ينطبق على غاز الأوكسيجين. أما الثالث فهو غاز النيتروجين الذي يسبح في شكل حرّ. ويتحد خضاب الدم مع غاز الأوكسيجين لفترة قصيرة جداً لا تستغرق إلا جزءاً من الثانية ليتخلى عنه من بعدها الى الخلايا، لكنه لا يلبث أن يرتبط على الفور بغاز ثاني أوكسيد الكربون ليسافر به الى الرئة ليتم تحريره فيها، ومن ثم تطرده الأخيرة من الجسم عبر الزفير. ويعتبر غاز الأوكسيجين ضرورياً جداً لإتمام عمليات الأكسدة الخلوية، بهدف الحصول على الطاقة اللازمة للجسم كي يتمكن من القيام بالعمليات الحيوية والفيزيولوجية اللازمة. وكلما كان خضاب الدم مشبعاً بغاز الأوكسيجين نالت الأنسجة المختلفة في الجسم ما يكفيها من الغاز المذكور، أما إذا لم يتشبع الخضاب بما يكفي من الأوكسيجين فإن أعضاء الجسم لا تحصل على حاجتها منه، ما يجعلها عاجزة عن القيام بوظائفها الحيوية في الشكل المناسب، الأمر الذي يؤدي الى تراكم غاز الهيدروجين الذي يتسبب في زيادة حموضة الدم التي تفضي الى مشاكل لا يحمد عقباها اذا لم يتم تدارك المشكلة في الوقت المناسب. وهناك أمراض كثيرة تعوق عملية إشباع الدم، أو بالأحرى خضاب الدم، بغاز الأوكسيجين، مثل التهابات الرئة، والصدمة الرئوية، ونوبات الربو، والتليف الرئوي، وفقر الدم، والتسمم بأول أوكسيد الكربون، والصمامة الرئوية، وآفات الرئة الخلقية الولادية، وأمراض الرئة الانسدادية، والتشوهات الصدرية، ولدى المرضى الذين لا يستطيعون التنفس جيداً عند الاستلقاء على الظهر، كما الحال عند المصابين بالبدانة.