صرّح وزير النفط السعودي علي النعيمي بأن أسعار النفط المنخفضة غير مبررة وغير مستقرة كما كانت أسعاره المرتفعة الصيف الماضي، ولفت إلى أن الاضطرابات الحادة في السوق، قد تحد من الاستثمارات العالمية في المشروعات الجديدة التي تهدف إلى تلبية الطلب الجديد. وجاء تصريح النعيمي مع بدء منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك تنفيذ تخفيضاتها القياسية لإنتاج النفط، في مواجهة الانخفاض الحاد في الطلب العالمي على الطاقة وسط ظروف اقتصادية صعبة. وقال النعيمي في كلمة معدة لإلقائها أمام مؤتمر في هيوستون،"أتوقع استمرار الاضطرابات مع أسعار ضعيفة في شكل مبالغ فيه". وتابع، أن التقلبات الحادة في الأسعار من نحو 150 دولاراً للبرميل في تموز يوليو الماضي، إلى ما دون 40 دولاراً هذا الأسبوع"تمثل عائقاً كبيراً أمام ضمان التدفقات الاستثمارية في الوقت المناسب على قطاع الطاقة. وإذا استمرت أسعار اليوم المنخفضة لفترة أطول، فإنها ستكون سبباً لارتفاعات كبيرة في الأسعار في المستقبل". ورسم النعيمي صورة قاتمة للاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن أكبر أزمة اقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية خفضت الطلب العالمي على النفط لأول مرة منذ 25 سنة. وأضاف"من ناحية الأساسيات ستظل الأسعار غير مستقرة عند هذه المستويات المنخفضة كما كانت غير مستقرة عند مستوياتها المرتفعة التي شهدناها في العام الماضي". وعلى رغم أن عدداً من صناع القرار في الولاياتالمتحدة ومنهم الرئيس باراك أوباما، يطالبون بإمدادات طاقة أقل تلويثاً للبيئة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، يقول النعيمي إن"الوقود الاحفوري باق على الأقل على مدى 30 أو 50 سنة،"لا اعتقد أن أمامنا خياراً آخر". وعزا النعيمي ارتفاع الأسعار في وقت سابق، إلى المضاربات، وأشار إلى أن أسواق المال هرعت للاستثمار في النفط تحوطاً من انخفاض سعر الدولار. وأعلن النعيمي أن الطاقة الإنتاجية غير المستغلة في السعودية تبلغ 4.5 مليون برميل يومياً منتصف هذه السنة، عندما يبدأ حقل خريص العملاق بالعمل. من جهةٍ ثانية،أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس، أن الطلب العالمي على النفط سينكمش أكثر بكثير مما كان متوقعاً من قبل في 2009، بسبب الضعف الكبير في الاقتصاد العالمي. وقالت الوكالة، مقرها باريس، أصبح متوقعاً الآن أن الطلب العالمي على النفط سينخفض بنحو 980 ألف برميل يومياً في 2009 إلى 84.7 مليون برميل. وكانت توقعات الوكالة السابقة تشير إلى انخفاض 500 ألف برميل يومياً هذه السنة. على صعيد الأسعار ارتفع برميل الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم آذار مارس 39 سنتاً إلى 37.94 دولار وصعد برميل خام القياس الأوروبي مزيج"برنت"19 سنتاً الي 44.80 دولار. وقالت منظمة"أوبك"إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية تراجع الثلثاء إلى 43.47 دولار للبرميل من 43.85 دولار الاثنين.