افتتحت في واحة دوز المعروفة باسم"بوابة الصحراء التونسية"الدورة الثانية والأربعون لمهرجان عن الصحراء يسعى الى دفع السياحة الصحراوية في البلاد، بحضور آلاف من السياح الغربيين. وحضر وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي عرضاً جسّم مظاهر الحياة البدوية من عادات وتقاليد سكان الصحراء لاسيما تعبيرات أفراحهم شاركت فيه فرق فنون شعبية من تونس وبلدان اخرى. وغصت مدرجات ساحة حنيش بآلاف حضروا عروضاً تضمنت لوحات تراثية كالصيد بكلاب السلوقي وعراك الإبل والعرس التقليدي الى جانب سباقات للخيول والمهاري. وأقيمت عروض ونشاطات مختلفة في ساحات الواحة شاركت فيها فرق من تونس ومصر وليبيا والجزائر وحضرها جمهور غفير من مختلف جهات الجمهورية وعدد كبير من السياح. وتعتبر دوز متحفاً صحراوياً لحفاظها على العادات والتقاليد الصحراوية الراسخة منذ القدم. وافتتح الباسطي معرضاً للفنون التشكيلية بعنوان"الصحراء إلهام وإبداع"شارك فيه فنانون من تونس والخارج كما استمع الى نماذج من القصائد المدرجة في المسابقة التي ينظمها المهرجان حول موضوع"المرأة في الحياة البدوية". كما اعطيت شارة الانطلاق لندوة فكرية حول موضوع"النخلة والخيمة لحوار الحضارات وتنمية السياحة والصناعات التقليدية"بمشاركة نخبة من المفكرين. وتنظم فعاليات المهرجان في ساحة حنيش وهو فضاء فسيح تتجاوز مساحته نحو 15 هكتاراً يتجمع فيها سنوياً نحو 100 ألف متفرج من مختلف الجنسيات لمشاهدة سباق المهاري والصيد والصيد بكلاب السلوقي وسباقات التحمل للخيول وعادات القبائل الصحراوية واحتفالات البدو الرحل والأعراس التقليدية. ويعتبر مهرجان دوز للصحراء أقدم مهرجان في تونس حيث بدأ عام 1910 وكان يعرف بعيد الجمل ويقتصر على سباق المهاري وكانت بدايته في شكل احتفالات تلقائية وينظمها سنوياً البدو الرحل. وفي عام 1966 تحول الى مهرجان محلي يجسد في لوحات فولكلورية حياة البدو في حلهم وترحالهم واتخذ في عام 1973 طابعاً وطنياً. ومنذ 1981 انتشر اشعاعه دولياً وأصبح يعرف باسمه الحالي"مهرجان الصحراء الدولي في دوز". وتتميز هذه الدورة أيضاً بتنظيم مسابقات في العزف على آلة"القصبة الصحراوية"والماراتون السنوى للإبل لمسافة 42 كيلومتراً في عمق الصحراء. وتسعى تونس التي تمثل فيها صناعة السياحة أول مصدر للعملة الصعبة وثاني أكبر قطاع مشغل بعد القطاع الزراعي الى مزيد من دعم سياحة الصحراء واستقطاب السياح من ذوي الدخول المرتفعة.