أمسك العالم بأنفاسه للحظات في ليلة عيد الميلاد وخشي الجميع ما هو أسوأ، عندما هاجمت امرأة سويسرية الجنسية، البابا بنديكتوس السادس عشر وأسقطته أرضاً خلال قداس في كاتدرائية القدّيس بطرس في حاضرة الفاتيكان. وكانت المرأة من بين الحضور داخل الكاتدرائية وتمكّنت من القفز فوق الحواجز وهجمت على البابا وأسقطته أرضاً قبيل أن يتمكّن أفراد فرقة"الحرس السويسري"المكلفة حماية الحبر الأعظم من إيقافها. وعلى رغم سقوطه أرضاً، تمكّن البابا من النهوض ومواصلة القدّاس حتى نهايته. وكان القدّاس أقيم بشكل استثنائي في الساعة العاشرة ليل الخميس بدل منتصف الليل وذلك لإتاحة الفرصة أمام البابا 28 سنة لإقامة القداس الرئيسي لعيد الميلاد في ساحة القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان. وأظهرت صور بثتها قناة"سكاي نيوز"امرأة ترتدي سترة حمراء تقفز من فوق الحاجز الأمني قبل أن تمسك بالبابا وتجذبه إليها متسببة في سقوطه، حين كان يتقدم داخل الكاتدرائية مع نحو ثلاثين من الكرادلة. وأوقفت المهاجمة وتولت شرطة الفاتيكان استجوابها. وسربت تقارير بأنها تعاني من اضطرابات عقلية. وأفادت التقارير بأن المرأة واسمها سوزانّا مايولو، كانت حاولت الهجوم على البابا في قداس عيد الميلاد العام الماضي، إلاّ أن أفراد الحرس السويسري تمكّنوا من إيقافها قبل وصولها إليه. وأشارت تقارير أن"المرأة ستُنقل إلى مصح عقلي"بعد الانتهاء من استجوابها. وبحسب النظام القضائي للفاتيكان فإن قضاته يتولون التحقيق في ملف الاعتداء، وبحسب الاتفاقات بين الفاتيكان والدولة الإيطالية، فإن بإمكان القضاء الإيطالي الدخول في التحقيقات بناءً على طلب من القضاء الفاتيكاني. ووصف الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي الهجوم بأنه"كان اعتداءً لكنه لم يكن خطيراً لأنها المهاجمة لم تكن مسلحة". وأشار الى"رباطة الجأش الكبيرة وضبط النفس"اللذين أبداهما البابا الذي نهض بسرعة لإقامة خامس قداس في فترة بابويته وكأن شيئاً لم يحدث. ودعا البابا في عظته التي ألقاها أمام أكثر من 10 آلاف شخص، المؤمنين إلى أن يضعوا جانباً تعقيدات وأعباء الحياة اليومية وأن يعيدوا اكتشاف السبيل الى الله. ونتج حادث اعتداء المرأة على موكب البابا الذي كان يتقدّم ثلاثين كاردينالاً عن إصابة الكاردينال الفرنسي روجيه إتيشيغاراي بكسر في فخذه ونُقل إلى المستشفى. وأكد الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي الإصابة. يذكر أن الكاردينال إيتشغاراي 67 سنة شخصية ديبلوماسية وسياسية مهمة في الفاتيكان، وكان"رجل المهمات الصعبة"للبابا السابق يوحنّا بولس الثاني الذي انتدبه إلى بغداد وواشنطن للقاء الرئيس العراقي السابق صدام حسين والرئيس الأميركي جورج بوش الابن قبيل اندلاع الحرب على العراق لنزع فتيلها. نشر في العدد: 17067 ت.م: 26-12-2009 ص: 17 ط: الرياض