أكثر من ثلاثين ألفاً من المراهقين والنساء والرجال والكبار والصغار زحفوا نحو جزيرة"ياس"في أبو ظبي مساء أول من أمس، سلك معظمهم للمرة الأولى الجسر المؤدي الى الجزيرة الموصولة حديثاً بالمدينة، وسط اشارات كثيرة لشبكة طرقات واسعة ما زال إسفلتها طازجاً. ولكن الجزيرة ما زالت فارغة من بعض فروع لفنادق درجة أولى وثانية مركزة في منطقة واحدة بالقرب من حلبة السباق الكبيرة جداً التي هيِّئت خصيصاً لسباق الجائزة الكبرى"الفورمولا وان"ومن منصة الحفلات الجديدة الضخمة التي بنتها"فلاش"الجهة المنظمة لسباقات الفورمولا والانشطة المرافقة في ابو ظبي خصيصاً لهذه المناسبة، والتي يبدو أن الوقت دهمها لوضع اللمسات الاخيرة عليها. هنا في منصة أشبه بمركبة فضائية ضخمة، معدنية السقف حديدية الاطراف، في أجواء شديدة"العصرنة"بأدواتها الحادة، كانت الحشود المتلاصقة تموج هاجسة باسم"بيونسي"قبل اطلالتها على المسرح، حيث لم يصل أبو ظبي شيئاً من كل ذلك الضجيج واللغط في مصر والدعوات لتحريم حفلتها المتوقعة بعد ايام. فالمدينة المسكونة كما كل الإمارات بغالبية غير إماراتية، وحتى غير عربية، لا تدخل عادة في نقاشات من هذا النوع، لا بل ان جمهور هذه الحفلات الباهظة البطاقات محسوم سلفاً. وهو في العموم يكون من الاجانب وتحديداً من المقيمين الاوروبيين وبعض الفئات من العرب، ليس لأسباب مادية فقط بل موضوعية. ومشهد حفلة بيونسيه الضخمة بمنصتها العصرية يذكر كثيراً بمشهد حفلة جاستن تامبرليك منذ نحو السنتين في ابو ظبي، الذي جمع كل المراهقين الأجانب في البلاد. لكن ما أضيف على حفلة بيونسيه هو انه جذب جمهوراً اوسع بما تمثله نجمة البوب الشابة لدى كل الفئات العمرية ولدى النساء والرجال على السواء. انها ليست مغنية وحسب، انها واحدة من رموز الجمال والإثارة في عالم الغناء والفن في العالم. لذلك كان يمكن رؤية الكثير من العرب وغير العرب ممن لا يعرفون اغانيها وليسوا ربما من متابعيها. كانت لحظة فرح وحرية في أبو ظبي. فعندما اعتلت المسرح انطلق الحشد في صوت واحد بالصفير والهتاف لها. خضّت الجزيرة على مدى ساعة ونصف ساعة تقريباً من الغناء والرقص الحي الجميل، من دون أن تهدد أمنها ولا أخلاقياتها. كان خياراً طوعياً لمن قصد الجزيرة الجديدة وقطع الجسر المشيّد حديثاً اليها، لم تفرض على المدينة، كانت احد خياراتها، وأحد خيارات الحياة الكثيرة. نشر في العدد: 17011 ت.م: 31-10-2009 ص: 39 ط: الرياض