بعد انتظار دام نحو خمس ساعات، تمتع أكثر من 13500 شخص بصوت مغني البوب الأميركي جاستن تامبرلاك، في حفلة أحياها في حديقة قصر الإمارات الكبيرة في أبو ظبي ليل أول من أمس. إنه جاستن الذي نفدت بطاقاته في ساعات قليلة في العاصمة الإماراتية، وجعل طلاب المرحلتين التكميلية والثانوية من المدارس ذات النظام الأميركي أو الفرنسي يحضرون"زحفاً"إلى الحفلة. أطل جاستن وسط الدخان الأبيض على خلفية مسرح أسود معتمراً قبعته الشهيرة، فانفلت الجمهور على صراخ جنوني، وخبط أقدام محموم على خشب المنصات المنصوبة للمناسبة، وبدأت الحفلة التي استمرت أكثر من ساعة ونصف الساعة، والتي لم ترض الجمهور بنهايتها المعتادة، فعاد جاستن مرة أخرى، هو الذي لم يتوقف عن الصراخ بين الحين والآخر"أبو ظبي"، ليلهب جمهوره الأوروبي والأميركي... والعربي، مستقطعاً الحفلة بكلام عن"انبهاره"بهذه المدينة"الرائعة"التي يزورها للمرة الأولى، لا بل ان حفلته هذه هي الأولى له في المنطقة، وهي المحطة الأخيرة في جولته العالمية التي شملت 60 دولة. وهذا ما عبر عنه أيضاً في المؤتمر الصحافي في اليوم الذي سبق الحفلة، عندما قال:"أنه شهد الغروب المذهل في هذه المدينة"، مردفاً:"لذلك اشتريت واحدة من جزرها"، وضحك تاركاً الأمر مبهماً، هل كان ذلك طرفة أم حقيقة. التقط المغني"لعبة"البلاد عندما سأل الجمهور:"كم منكم أتى من دبي وكم منكم أتى من أبو ظبي"، ليتبين له ان الجمهور كان مناصفة بين المدينتين. ولكن جاستن في النهاية أقام حفلته في أبو ظبي، وقد لا تكون الحفلة الأكثر ضخامة، إذ شهدت العاصمة مثيلاً لها من حيث كثافة الحضور، ولكنها قد تكون الأهم لجهة استضافتها نجماً عالمياً"شبابياً"، كهذا، بعدما كانت دبي تستقطب النجوم الشباب. كان العرض مذهلاً بكل تلك الألعاب الضوئية والسينوغرافية المتنوعة، حيث نصبت 4 شاشات شكلت خلفية للمسرح، جعلت العرض أشبه ب"فيديو كليب"حي، كان يتحول فجأة من خلال عروض الشاشات إلى"نار"تلتهب أو"موج"يتدفق وتشكيلات أخرى كثيرة. كانت ليلة خاصة بجاستن أنشئ من أجلها موقع خاص على الانترنت، وأقيم لها مسرح ضخم ومنصات ومواقف سيارات تتسع لسبعة آلاف سيارة، وتحولت ساحة الانتظار الخارجية إلى حفلة أخرى في مشهد آخر للمدينة، بكل مراهقيها وشبابها الذي تكلفوا كثيراً من الانتظار والمال، إذ تراوحت أسعار البطاقات بين 300 درهم نحو 80 دولاراً و6000 درهم نحو 1600 دولار. وعاد الجمهور بالكثير من الصور، على رغم حظر ذلك. فالهواتف المحمولة التي كانت مضاءة طوال الوقت، بدت كشموع ملأت المكان، عدا تلك المصابيح الطولية الصغيرة"الليزرية"التي لوح بها الشباب واكسسوارات أخرى". وبذل جاستن من اجل الحفلة الكثير من"العرق"الذي تصبب منه، والذي بدا واضحاً على الشاشة وبدّل بسببه قمصانه، وزاد ذلك الحفلة"اتقاداً"بحيث سادت صرخات المراهقات مع كل التفاتة وحركة مباغتة للمغني الأميركي