وحده عالم الأزياء، لم تكن أبو ظبي قد اقتحمته بعد وأقامت له مؤسسة أو مهرجاناً تطمح أن يكون مرجعية في المنطقة، كما فعلت مع الموسيقى والسينما والترجمة والرياضة والشعر وغيرها لذلك كان"معرض الأزياء العربي في أبو ظبي"الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام في مركز المعارض الكبير في المدينة. أراد المعرض في دورته الأولى إعطاء دفعة للمصممين المحليين فخصص لهم مسابقة، وقدمت الأختان الإماراتيتان ريم وهند بلجفلة اللتان أسستا ماركة خاصة بهما"دي أيه أس"، تصاميمهما من العباءات العصرية، إضافة الى 15 عرضاً شارك فيها مصممون من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وباكستان والهند والإمارات ولبنان. وقد تكون المصممة الإماراتية رابية التي أسست ماركتها الخاصة"رابية ذي"في دبي فيه سنتين، أكثر من قدّم الهوية الخاصة بالمعرض، إذ كان لعرضها وقع واضح، لأن تصماميها التي وصفت بأنها"قصيدة لروح المرأة العربية"، تحاكي روح العصر. وراعت العروض الى حد ما البيئة المحافظة، فلم تُقدم تصاميم جريئة، ولكنها أخذت في الاعتبار مقياس العالمية، خصوصاً في تصاميم الباكستاني رزوان الذي جاءت مجموعته كلها بيضاء بوحي من جبال الملح التي تطل عليه من منزله على الشاطئ، على حد قوله، وكانت عناصره الرئيسة شريطاً من القطن غير المقصور الذي يستخدم عادة في نسيج الأسرّة في باكستان، وتطريزاً أنيقاً، وترصيعاً باللؤلؤ. قطع حاكتها أيدي نساء القرى، وهي تتويج لست سنوات من العمل مع القرويات. وقد أعطى بعداً اجتماعياً لمجموعته حيث إنها"تجسد قضايا التخفيف من وطأة الفقر والتجارة العادلة، وتمكين المرأة والعطاء الاجتماعي". ليس رزوان وحده من حمّل مجموعته أبعاداً اجتماعية، فقد تميز المعرض من خلال اتاحته الفرصة لمصممين خارج التصنيف العالمي، بفسحة أخرى للأفكار التي لا يمكن للمصممين الآتين من العالم الثالث تجاهلها، حتى لو وصلوا الى العالمية. سكينة ماسا الآتية من جزر القمر ومن جذور اسلامية قدمت مجموعة بألوان داكنة ولكنها ايضاً مزينة بأطياف الأحمر البراق والأزرق"بسبب التشاؤم الذي ولده الركود الاقتصادي... فالأمر الآن متروك لنا لنضفي بعض الفرح، وننثر بعض ألوان البهجة". أكثر من 500 ماركة وعلامة تجارية بين المتوسطة والراقية شاركت في المعرض و52 شركة إيطالية في مجال الأزياء والأحذية والصناعات الجلدية، اضافة الى حضور مؤسسة"WGSN"المتخصصة بالتوقعات المتعلقة بآخر صيحات الموضة والأزياء. وما يؤكد اهتمام أبو ظبي بالمعرض رعاية الشيخة شمّا بنت زايد آل نهيان له، لإعطاء دفعة قوية وشبه تبنٍ رسمي له. نشر في العدد: 17010 ت.م: 2009-10-30 ص: الاخيرة ط: الرياض