تلتقي غانا مع البرازيل على استاد القاهرة الدولي في نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تختتم في مصر اليوم الجمعة في نسخة مكررة لنهائي دورة 1993 الذي انتهى بفوز نجوم السامبا 2-1 في سيدني، فيما تلتقي كوستاريكا مع هنغاريا لتحديد الفائز بالميدالية البرونزية، ويحضر النهائي رئيس الاتحاد الدولي الفيفا السويسري جوزيف بلاتر. وتزحف البرازيل نحو اللقب الخامس بثبات بعد تصدر المجموعة الخامسة، وإقصاء أوروغواي وألمانيا وكوستاريكا من أدوار ال16 والثمانية ونصف النهائي على التوالي، وسجل منتخب"السليساو"تاريخاً كبيراً في البطولة، فقد شارك في 15 نسخة منذ انطلاقها في تونس عام?1977?. ويملك بطل"أميركا الجنوبية"تشكيلة رائعة من النجوم الواعدة بقيادة المدير الفني الوطني روجيريو لورينسو، ويعتبر المهاجم والتر أحد أبرز نجوم الفريق، إضافة إلى دوغلاس كوستا، ولاعبي الوسط ساندرو وجوليانو، والمدافع ويلينتون سوزا، وألان كارديش 4 أهداف، وتكسيرا وحارس المرمي رينان?. وستكون أميركا الجنوبية ممثلة بالبرازيل حاضرة في نهائي مونديال الشباب للمرة 12 من أصل 17 دورة، أي بمعدل حضور بلغ 71 في المئة. وترجع آخر مباراة نهائية في غياب نجوم القارة اللاتينية إلى دورة نيجيريا 1999 عندما فازت اسبانيا باللقب على حساب اليابان، فيما شهدت المباريات النهائية في نسخ 1983 و1995 و1997 مواجهات بين فريقين من أميركا الجنوبية، علماً بأن الأرجنتين هي حاملة لقب النسخة الأخيرة. من جهته، ترك بطل أفريقيا منتخب غانا"النجوم السوداء"بصمة كبيرة في تاريخ مونديال الشباب فقد شارك في البطولة 3 مرات، وتأهل إلى المباراة النهائية في بطولتي أستراليا ?1993?، والأرجنتين ?2001، ولكنه خسر في المرتين، ويسعى هذه المرة إلى خطف اللقب، خصوصاً أن البطولة تقام في أحضان القارة السمراء، ويقود الفريق المدير الفني الوطني سيلاس تيتيه الذي يعول على مهاجم بازل السويسري دومينيك أديياه متصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 6 أهداف، إضافة إلى المهاجم رانسفورد أزي 4 أهداف، وقائد الفريق ديدي أيو وهو الابن الأكبر لنجم الكرة الغانية السابق عبيدي بيليه، لكن الإحصاءات لا تصبّ لمصلحة أبطال أفريقيا إذ لم يسبق لأي منتخب أفريقي أن أحرز اللقب العالمي ولا حتى غانا التي خاضت النهائي مرتين، فقد واجهت منتخبين من أميركا الجنوبية البرازيل عام 1993 1-2 والأرجنتين عام 2001 صفر-3. من جانبه، يؤكد المدير الفني لمنتخب غانا سيلاس تيتيه أن بلوغ فريقه نهائي كأس العالم للشباب ليس مفاجأة، مشيراً إلى أن هذا الجيل من اللاعبين سيدعم حتماً فرص الفريق الأول في كأس العالم 2010، وبلغت غانا المباراة النهائية عقب الفوز على هنغاريا 3-2 في مباراة مثيرة باستاد القاهرة الدولي، وقال تيته:"هذا الفريق يقدم مستويات جيدة منذ كأس الأمم الإفريقية في رواندا ولا يزال يضم 70 في المئة من اللاعبين الذين توجوا باللقب القاري، وبالتالي يتمتعون بتجانس كبير في ما بينهم وهم قادرون على هزيمة البرازيل". صراع البرونز لم يكن ليتوقع أشد المتفائلين أن يذهب المنتخب الهنغاري بعيداً في هذه البطولة، بعد هزيمته في المباراة الأولى صفر-3 من منتخب هندوراس، ولكن منذ تلك المباراة، تمكن المدرب ساندور إيجيرفيري من جمع شتات فريقه، ليحقق الفوز في كل المباريات التالية لمبارياته الافتتاحية بفضل الإمكانات الكبيرة لعدد من اللاعبين الذين سيكون لهم شأن كبير قريباً كالحارس جولاتشى، وقائد خط الوسط كومان الذى افتقده الفريق في مباراة نصف النهائي، ولكن في مقدوره اليوم قيادة بلاده للفوز بميدالية شرفية، واللاعب الموهوب نيمث الذي من المتوقع أن يشفى من الوعكة الصحية التي أصابته قبل المباراة السابقة، وفي كل الأحوال فإن الفريق الهنغاري لن يشعر بكثير من القلق حتى في حال غياب نيمث بعد المظهر الرائع لفوتاكس وبالاجتى اللذين قلبا النتيجة في الشوط الثاني أمام غانا. والحال لا تختلف كثيراً بالنسبة للمنتخب الكوستاريكى، الذي لقي هزيمتين في الدور الأول من البطولة وينتهي به المطاف للمنافسة على المركز الثالث فذلك يعد إنجازاً رائعاً لبطل الكونكاكاف بكل تأكيد بخاصة أنه لم يسبق لأي فريق من تلك المنطقة احتلال مركز أفضل في تلك البطولة سوى المنتخب المكسيكي الذي كان وصيف النسخة الأولى في تونس عام 1977. وربما ما يمكن أن يدخل التفاؤل على رفاق الحارس ألفارادو هو أن المنتخب الهنغاري واجه صعوبة كبيرة في التعامل مع هندوراس التي تتشابه في طريقة لعبها إلى حد ما مع نجوم التيكوس، ويبقى المثلث المكون من جوسى مارتينيز وماركوس أورينا وإسترادا هو القوة الضاربة للمنتخب الكوستاريكى بسبب إجادتهم الرائعة لشن الهجوم المضاد ومهارتهم الفنية العالية. وصنع الهنغاري فلاديمير كومان 3 أهداف لزملائه وهو ما يجعل منه أفضل صانع أهداف حتى الآن بالمشاركة مع الغانى أيو، ويقول كومان:"لقد كان شعوراً صعباً للغاية أن أرى فريقي يهزم في المباراة السابقة وأنا أشاهده من المدرجات، اليوم سأكون قادراً على اللعب، ولدي حافز كبير لقيادة زملائي لفوز شرفي يؤكد أننا من أفضل الفرق في تلك المسابقة". فيما يقول المدير الفني لكوستاريكا رونالد جونزاليس:"نحن نعتبر كل مباراة خضناها في تلك المسابقة بطولة في حد ذاتها وهو ما ساعدنا في أن نذهب بعيداً، لن ندخر وسعاً للفوز بالمركز الثالث، وبالطبع سأدفع بأفضل العناصر التي لدي لتحقيق الفوز في مباراة اليوم وسيكون شعوراً رائعاً أن نعود لبلادنا ونحن منتصرون في آخر مباراة لنا". نشر في العدد: 16996 ت.م: 2009-10-16 ص: 20 ط: الرياض