افتقد قراء الياس خوري في العدد الأخير من"ملحق"صحيفة"النهار"اللبنانية زاويته"على الأقل"التي دأب على كتابتها طوال سبعة عشر عاماً. غابت الزاوية بعدما فصل خوري من وظيفته لأسباب قد لا تعني قراء"الملحق"، الذين كانوا يجدون في زاويته فسحة حرّة، يمتزج فيها الأدب بالسياسة والفن... وكانت الجرأة إحدى سمات هذه الزاوية، علاوة على رحابة آفاقها وعمق مواقفها وفرادة لغتها... وأياً تكن أسباب فصل الروائي والكاتب، فإن"النهار"كانت المنبر الوحيد القادر على احتواء الحرية التي جاهر بها الياس خوري، وهذا واحد من تقاليدها العريقة. ولعل توقف زاوية"على الأقل"هو في أحد وجوهه توقّف لصوت كان حاضراً بشدّة، لبنانياً وعربياً، وسيظل حاضراً.