رأى خبراء روس أمس ان الشركة الروسية للغاز"غازبروم"نجحت في تخفيف حدة الانتقادات الغربية، إذ وجدت في أكثر من عاصمة موقفاً متفهماً لضرورة الإسراع في بناء خطوط نقل بديلة. واعتمدت"غازبروم"في محادثاتها على استغلال الأزمة الاقتصادية والسياسية الداخلية في أوكرانيا، لتحميل كييف المسؤولية عن الأزمة الراهنة، ولإثبات ان الوضع يختلف جذرياً عن الموقف في شتاء العام 2006، عندما قطعت موسكو إمدادات الغاز عن جارتها. وأوضح كبير محللي المصرف الروسي"سوبين بنك"ألكسندر رازوفييف في حديث أجرته معه"الحياة"ان تقليص"غازبروم"إمدادات الغاز المخصص للترانزيت إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية، يعتبر رداً منطقياً على"سرقة"أوكرانيا كميات من الغاز الروسي المخصص للترانزيت.وأشار إلى ان"غازبروم"تعمل على تعويض كميات الغاز إلى المستهلكين الأوروبيين باستخدام الخطوط البديلة عبر أراضي بيلاروسيا وتركيا. ولفت رازوفييف إلى ضرورة الإسراع في بناء خطوط النقل الجديدة إلى أوروبا، مثل"خطوط السيل الشمالي"العابر لقاع بحر البلطيق إلى ألمانيا وپ"خطوط السيل الجنوبي"إلى بلغاريا واليونان وإيطاليا للتخلص من"ابتزاز"أوكرانيا وحال التخبط السياسي الذي تعيشه كييف. ويتفق خبراء تحدثت إليهم"الحياة"على ان"غازبروم"ستكثف جهودها للإسراع في بناء الخطوط البديلة لنقل الغاز من دون المرور في الأراضي الأوكرانية، إضافة إلى التعجيل في بناء مصانع تسييل الغاز الطبيعي وتصديره عبر الموانئ الروسية. واعتبر رازوفييف ان الهدف الأساسي لپ"غازبروم"حالياً هو إعادة أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات للتوقيع على عقود الغاز لعام 2009 وتنظيم الترانزيت إلى أوروبا. ورجّح ان يصل الطرفان إلى اتفاق وسط في شأن الأسعار في الفترة القريبة بسبب الضغوط التي ستواجههما من قبل الاتحاد الأوروبي، خصوصاً مع توقف الإمدادات عن عدد من الدول الأوروبية. وتوقع الخبير الروسي ان يراعي العقد المنتظر توقيعه، الأوضاع الاقتصادية الصعبة في أوكرانيا على رغم التجاذب السياسي في كييف الذي ساهم في رأيه في اندلاع الأزمة.