تجري شركة"غازبروم"الروسية اليوم جولة جديدة وحاسمة من المفاوضات مع "نافتاغاز - أوكرانيا"، اعتبرها مراقبون الفرصة الأخيرة قبل اندلاع أزمة كبرى تعيد إلى الأذهان"حرب الغاز"بين روسياوأوكرانيا في 2006 ، وكادت تسفر عن قطع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي عن أوروبا. ويُتوقع أن تتطرق المحادثات إلى حل مشكلة الديون المتراكمة على أوكرانيا، في حين لا يستبعد خبراء أن تشهد الجولة الجديدة مفاجآت، خصوصاً أن كييف تواجه أزمة مالية صعبة في ظل انخفاض العملة الوطنية أكثر من 40 في المئة، وتراجع واردات شركة"نافتاغاز"إلى نحو ثلث قيمة الغاز المستورد من روسيا. ورجّح خبراء أن تميل"غازبروم"إلى التشدد في موقفها المطالب بتسوية كل الديون حتى نهاية العام الجاري، وتوقيع عقود جديدة لتصدير الغاز ونقله بالترانزيت، وفق مذكرة التفاهم التي وقعها رئيسا الوزراء في البلدين فلاديمير بوتين ويوليو تيموشينكو قبل شهرين. وأكد خبراء تحدثت إليهم"الحياة"، أن وفداً رفيعاً من"غازبروم"جال منذ بداية الأسبوع في عواصم أوروبية منها بروكسيل، لشرح موقف الشركة وإطلاع الأوروبيين على تطورات المفاوضات مع"نافتاغاز أوكرانيا"، فيما بدا أنه تحضير من جانب موسكو لتداعيات ربما يسفر عنها فشل للمفاوضات مع كييف. ولتجنب تدهور الموقف كما حدث عام 2006 ، عندما لجأت موسكو إلى وقف الإمدادات إلى أوكرانيا وقوبل موقف موسكو بانتقادات أوروبية حادة، واتهامات للكرملين باستخدام" سلاح الطاقة"لابتزاز جارته السوفياتية السابقة. وكشفت مصادر صحافية أن أهداف الجولة"تعدّت شرح موضوع الخلاف إلى محاولة إقناع الأوروبيين، بأن أوكرانيا تحولت إلى "مشكلة للطرفين"الروسي والأوروبي، وأن موسكو سعت إلى إقناع الأوروبيين بضرورة تسريع العمل في بناء خطي أنابيب السيل الشمالي والجنوبي لنقل الغاز إلى أوروبا، من دون المرور بأوكرانيا. ونقلت مصادر ذاتها عن مسؤول رفيع في"غاز بروم"، أن شبكة نقل الغاز إلى أوكرانيا"لا تستطيع نقل الكميات اللازمة إلى أوروبا، لأنها تعاني مشكلات تقنية وتحتاج إلى عمليات إصلاح شاملة لضمان الإمدادات". صيانة الشبكة وأوضح خبراء أن"غازبروم"ربما تستغل الأزمة الحالية وعدم قدرة كييف على تسديد أثمان الغاز الطبيعي وصيانة شبكة الترانزيت، لهدفين، الأول محاولة تثبيت سعر ترانزيت الغاز عند مستويات مخفوضة وتسديد مسبق عن كميات العام المقبل، في مقابل عدم تحرير أسعار الغاز مباشرة والانتقال إلى سعر السوق تدريجاً في خلال ثلاث سنوات. ويتمثل الثاني بمحاولة الضغط على كييف لشراء حصة في شبكة الغاز الداخلية في مقابل التعهد بضخ استثمارات في تطويرها وإصلاحها في شكل دائم. وأشاروا إلى أن"غازبروم"تملك أوراقاً كثيرة في ظل الأزمة المالية التي تعيشها أوكرانيا وتدهور العملة الوطنية الغريفين، وتراكم أكثر من ثلاثة بلايين دولار مع حساب إمدادات الشهر الجاري من الغاز. وأكد الجانب الأوكراني"ضمان إمدادات الغاز من دون انقطاع إلى أوروبا، وأفادت"نافتاغاز أوكرانيا"أنها خصصت أكثر من 600 مليون دولار لتصليح الشبكة الداخلية، لكن الوفد الأوكراني المفاوض اقر خلال محادثات في موسكو، بعدم وفاء كييف بتسديد الديون المستحقة ل"غازبروم"بسبب عدم توافر السيولة وعدم القدرة على تجميع المبالغ اللازمة. وأمل بالتوصل إلى تسوية قبل نهاية الشهر الجاري.