ابتعد المنتخب السعودي من خسارة كانت تهدده خلال مباراته أمام منتخب قطر، جراء حصول منافسه على كرات خطرة كادت أن تصل لشباك وليد عبدالله، ولكنه في النهاية خرج بنتيجة التعادل السلبي في مباراة تصنف ضمن المباريات التي كان "الأخضر" بعيداً فيها عن تقديم المستوى الفني المقنع، ولم يكن للاعبيه أي رد فعل يذكر جراء الضغط في منتصف الملعب من لاعبي منتخب قطر، وعجز لاعبي المنتخب السعودي فشل في العودة لأجواء المباراة، على رغم مبالغة منافسه في الحذر وعدم اتخاذ عنصر الجرأة في مهاجمة الدفاعات السعودية، التي ظلت الأبرز طوال المباراة، وفي المباراة الأخرى عوقب المنتخب اليمني على جرأته الهجومية الباكرة ضد منافسه المنتخب الإماراتي وخسر مباراته من الشوط الأول التي تلقى فيها المنتخب هدفين وحالة استبعاد بالبطاقة الحمراء لأحد مدافعيه، وكانت المحصلة النهائية أن يخسر المباراة بثلاثة أهداف في مقابل هدف. اللاعبون خالفوا قراءة الجوهر التشكيل الأساسي الذي اعتمد عليه المدرب ناصر الجوهر في مباراة قطر لم يحقق تطلعاته وآماله ومخططاته التكتيكية في هذه المباراة، بل أدى إلى أن تصعب عليه المباراة بشكل تدريجي حتى تحولت الكفة لمصلحة المنتخب القطري مع انقضاء الثلث الأول من المباراة، وعلى رغم دخوله في هذه المباراة بالأسلوب والطريقة نفسيهما التي اعتمد عليها في المباريات الودية ومباريات التصفيات النهائية لكأس العالم، إلا أن الحال المعنوية والتفاعل من اللاعبين لم يكونا بالصورة المثالية التي تنجح طريقته هذه، بل أصبح اللاعبون عاجزين في بناء هجمات خطرة على المرمى القطري، وأدت هذه الوضعية الصعبة إلى أن تتزايد الكرات المقطوعة في منتصف الملعب بصورة لم يشهدها المنتخب من قبل، وتم مع الوضع المتردي عزل المهاجمين مالك معاذ وياسر القحطاني عن بقية لاعبي المنتخب، وإجبارهم على التراجع لمنتصف الملعب كي يقوموا بطلب الكرات في هذه المناطق البعيدة عن الدفاعات القطرية. وتعتبر مشاركة الثنائي خالد عزيز وسعود كريري كمحوري ارتكاز دفاعيين أحد أهم الأسباب التي جعلت الانكماش في العمق هو سمة المنتخب وغابت معها المساندة الهجومية المباغتة من عمق الوسط، بل أنها أدت إلى تعطيل تقدم ظهيري الجنب عبدالله شهيل وعبدالله الزوري نتيجة اصطدامهم الدائم بوجود عبده عطيف وأحمد الفريدي على أطراف الملعب، وبالتالي غياب المساندة للمهاجمين ياسر ومالك وافتقادهم للتمرير البيني أو التخفيف عنهما في الرقابة الصارمة التي فرضها لاعبو منتخب قطر عبدالله كوني وبلال محمد، وبمساندة من محور الارتكاز طلال البلوشي. وفي الوقت الذي كان المنتخب بحاجة لتبديل تكتيكي داخل الملعب جاء الزج بناصر الشمراني وأحمد الموسى لعمل التنشيط على حساب مالك والفريدي، وهذا لم يغير شيئاً في منهجية القطريين الذين واصلوا فرض أسلوبهم في منطقة المناورة، واكتفى ميتسو بإشراك مجدي صديق على حساب وليد جاسم لعله يجد في مجدي حاجة المنتخب في التسديد المباشر من على حدود منطقة الجزاء السعودية، ولكن ميتسو ظل متمسكاً بخلفان ابراهيم وحسين ياسر لدورهما الكبير في الضغط على ظهيري الجنب في المنتخب السعودي شهيل والزوري ونجحا بامتياز في تنفيذ هذه الواجبات وكانت لهم الكلمة في النهاية. وفي الوقت الذي كان على الجوهر أن يتنبه لكثرة أخطاء التمرير والتمركز غير الجيد من محوري الارتكاز خالد عزيز وسعود كريري قام بالزج بتيسير الجاسم على حساب عبده عطيف، وهذا التبديل يظل للتنيشط فقط لا للتغيير وإحداث تكتيك أو منهجية جديدة على مسار المباراة. جرأة اليمن اصطادها الإماراتيون لم يكن لاعبو اليمن بحاجة لاتباع عنصر الشجاعة الهجومية والاندفاع القوي في أولى دقائق مباراتهم أمام منتخب الإمارات، بالذات أن منافسهم يمتلك من الأوراق الهجومية ما يؤهله لخلق الكرات المرتدة بشكل خطر ومثالي في ظل وجود محمد الشحي ومحمد عمر واسماعيل الحمادي، وعلى رغم حصول لاعبي اليمن على كرات خطرة في أولى الدقائق، إلا أنها سرعان ما تسببت في هز شباكهم بهدف باكر، وتلاه هدف آخر واستبعاد أحد مدافعيه بالبطاقة الحمراء ليجد اللاعبون الصعوبات تتزايد وتتراكم عليهم مع أولى الدقائق، وتتسبب في إحباطهم وقتل الحماسة والطموح لديهم، هذه الوضعية الصعبة التي عاشها منتخب اليمن أغفلت على مدرب الإمارات اتخاذ الإجراءات الاحتياطية في المحافظة على لاعبيه المنذرين بالكرت الأصفر، أو ممن يعاني من إصابات طفيفة كي يدخل المباراة المقبلة بأفضل حال، لذلك جاء الاستبعاد لأحد مدافعيه أيضاً بالبطاقة الحمراء ليكلف لاعبيه بذل مجهود أكبر، ويخسر معها مدافع مهم للمباراة المقبلة أمام المنتخب القطري الصعب، وعلى رغم اجتهادات المنتخب اليمني في هذه المباراة واستطاعته الوصول في مرات عدة لمناطق الدفاع الإماراتيه إلا أن الخبرة والحسابات الخاطئة جعلته يتنازل في نتيجة المباراة لمنافسه وفي وقت باكر من المباراة. نشر في العدد: 16714 ت.م: 07-01-2009 ص: 33 ط: الرياض