وضع المنتخب السعودي بصمته الأولى في دورة الخليج ال19، حينما حقق أعلى نتيجة على حساب منتخب اليمن بسداسية من الاهداف، كان للشوط الأول منها خمسة، واستطاعت جميع خطوط"الأخضر"هز الشباك، وذلك بفضل المدافع عبدالله شهيل ولاعبي الوسط احمد الموسى واحمد عطيف، إضافة للمهاجمين ياسر القحطاني ومالك معاذ، وتعتبر هذه النتيجة الإيجابية للمنتخب السعودي، بمثابة الإعداد الأمثل للمباراة القوية، التي سيخوضها غداً الأحد أمام منتخب الإمارات. وفي المباراة الأخرى، سيطر الحذر على منتخبي قطروالإمارات، وهو ما جعل المباراة تنتهي بالتعادل السلبي، الذي أبقى على حظوظهما قائمة إلى مباريات الغد، والتي ستكون فيها الحسابات العامل المهم والرئيسي لمواصلة المشوار في منافسات دورة الخليج. "الأخضر" والضربة القاضية إجادة لاعبي المنتخب السعودي تطبيق تكتيك الضغط العالي من أول ثواني المباراة، نتج منها انهيار باكر لدفاعات المنتخب اليمني، واستطاع المنتخب السعودي القضاء على أية فرص أو تطلعات لمنافسهم كان يخطط لها قبل هذه المباراة، وكانت أهم المنعطفات في هذه المباراة، أن أشباه الفرص وكذلك الفرص المتوافرة هجومياً، استطاع لاعبو المنتخب ترجمتها داخل المرمى اليمني، لذلك كانت نتيجة الشوط الأول كبيرة، حينما سجل لاعبو المنتخب خمسة أهداف من أصل ست فرص في هذا الشوط، ونجح الجوهر في وضع التشكيل المثالي لهذه المباراة، حينما استعان بأحمد عطيف، ليحل مكان سعود كريري في منطقة عمق الوسط بجانب خالد عزيز، خصوصاً ان عطيف يجيد الاختراق من العمق، بفضل المهارة والسرعة اللتين يمتلكهما، إضافة لحسه التهديفي على حدود منطقة الجزاء، واستعان الجوهر كذلك بلاعب الوسط الأيمن احمد الموسى، بديلاً عن أحمد الفريدي في هذه المباراة، لحاجته للاعب يمتلك المهارة والسرعة على أطراف الملعب، ويجيد التسديد من مسافات بعيدة، وهذا ما ينطبق على الموسى، والذي بالفعل أجاد تطبيق الأدوار المطلوبة، وكوّن مع شهيل في الجهة اليمنى قوة ضاربة، أربكت مدافعي اليمن كثيراً. حسابات الشوط الثاني اكتفى المنتخب السعودي بإضافة هدف وحيد في الشوط الثاني، كان بسبب الحسابات التي بدأ الجوهر يأخذها في الحسبان، وبالذات أنه اطمأن الى نتيجة المباراة في المقام الأول وبنتيجة كبيرة، وثانياً أنه لا يرغب في إضافة خسارة أخرى عقب خسارته لخدمات اللاعب عبده عطيف، بحصوله على الإنذار الثاني، الذي سيحرمه من المشاركة أمام منتخب الإمارات، وهذا ما جعله يستعين بتيسير الجاسم، بديلاً عن خالد عزيز مع نهاية الشوط الأول، وأشرك سلطان النمري بديلاً عن عبده عطيف، كي يطمئن عليه بشكل أكبر قبل مباراة الإمارات، وأراح ياسر القحطاني ليزج بناصر الشمراني بديلاً عنه، والهدوء الذي كان عليه"الأخضر"في الشوط الثاني تحديداً لم يكن للمنتخب اليمني أي دور فيه، فاللاعبون اليمنيون كانوا بعيدين بشكل كبير عن أجواء المباراة، ولم تكن لهم سوى مناوشات هجومية فقيرة لا تستحق الذكر. قطروالإمارات وتكتيك منسوخ أسلوب اللعب وطريقة الأداء المتشابهة بين المنتخب القطري، بقيادة الفرنسي ميتسو ومنتخب الإمارات بقيادة دومينيك، والتي تعتمد على 4/2/3/1 تسببا في تكثيف منطقة الوسط بأكبر عدد من اللاعبين، وأديا لتعطيل أية خطورة فعلية على مشارف منطقتي جزاء المنتخبين، وأخطأ لاعبو الفريقين كثيراً، حينما سمحوا لأنفسهم بالاندفاع الهجومي المبالغ فيه من أول دقائق المباراة، وهو ما تسبب في افتقادهم لمخزونهم اللياقي مع منتصف الشوط الثاني، وعلى رغم تقاسم المنتخبين للسيطرة النسبية في شوطي المباراة، والتي كانت صوب الإمارات في الشوط الأول، وقطرية الملامح في الشوط الثاني، إلا ان طريقة اللعب التي اتبعها المدربان، وأصرا عليها طوال المباراة، تحتاج للكثير من المتطلبات اللياقية والمهارية التي يفتقدها المنتخبان، فالمهاجمان محمد عمر وسبستيان لم تكن لهما أية تسديدات خطرة على المرميين، نتيجة لغياب المساندة الفعلية، التي تخفف عنهما الرقابة الصارمة والكثافة على حدود منطقة الجزاء، حتى ان الأدوار المطلوبة من خلفان إبراهيم وحسين ياسر في المنتخب القطري، ومن محمد الشحي وإسماعيل مطر في الجانب الامارتي، لم تكن بالصورة المثالية أو المطلوبة لأسباب عدة، أهمها صعوبة هذا الدور، إضافة لغياب عامل الانسجام، وتكامل الدور من ظهيري الجنب في المنتخبين، لذلك شاهد الجميع الكرات الطويلة من المنتخبين مع منتصف الشوط الثاني، في مؤشرات بحث المنتخبين عن نتيجة التعادل، متأثرين بالعوامل اللياقية، التي عطلت الكثير من رغباتهم وقدراتهم الهجومية. نشر في العدد: 16717 ت.م: 10-01-2009 ص: 33 ط: الرياض