واصلت وحدات الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في جنوبلبنان"يونيفيل"عمليات المسح للمناطق الواقعة جنوب خط الليطاني تحسباً لأي عملية اطلاق صواريخ من الجنوب في اتجاه اسرائيل. وشملت التدابير الامنية نشر حواجز وتفتيش العابرين، ومتابعة اخباريات عن ظهور صواريخ والتأكد من صحتها. وأصدرت أمس، قوات"يونيفيل"بياناً بالتحقيقات المشتركة التي أجرتها وحداتها العاملة جنوب خط الليطاني بالتنسيق مع الجيش اللبناني وأفاد البيان بأن بتاريخ أول من أمس، تلقت"يونيفيل"تقارير عن صواريخ أطلقت من الأراضي اللبنانية في اتجاه إسرائيل، وعلى الفور قامت بإجراء تحقيق بالحادث بالتعاون الوثيق مع الأطراف. وأضاف البيان:"ان"يونيفيل"وقوات الجيش اللبناني كثفت دورياتها في المنطقة التي أطلقت فيها الصواريخ، وخلال عملية البحث المشتركة، وجد موقع لإطلاق صاروخ بالقرب من مدرسة في منطقة راشيا الفخار - الهبارية". وتابع البيان:"وكشفت عملية البحث المشتركة عن ثلاثة صواريخ مجهزة بساعات توقيت مضبوطة للانطلاق مخبأة بين الأشجار، أما منصة إطلاق الصاروخ فكانت موصولة بجهاز تفجير وتم تعطيل الصواريخ في الوقت المناسب ميدانياً". وأضافت"يونيفيل":"وفي المنطقة نفسها عثر فريق التحقيق على دليل لصاروخين كان تم إطلاقهما في اتجاه إسرائيل، أما فريق التحقيق الثاني ل"يونيفيل"فعثر على أجزاء من صاروخين في منطقة عين عرب بين الغجر والخيام في الأراضي اللبنانية". وأوضحت"يونيفيل"أن التقرير الأولي الذي صدر عن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد لها وجود أثر لصواريخ في إسرائيل. وعلى إثر إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل أطلقت بطاريات المدفعية التابعة للجيش الإسرائيلي دفعتين من اربع قذائف على موقعين يقعان ضمن منطقة عمليات"يونيفيل". ورصدت رادارات"يونيفيل"القذائف المدفعية هذه أثناء توجهها والتي سقطت بالقرب من راشيا الفخار حوالى الساعة الثامنة و57 دقيقة وجنوب شرقي الخيام في التاسعة والدقيقة 17. وقال بيان"يونيفيل"إن قائد القوات الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو على اتصال مع كل من قيادتي الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، وهو شدد على أهمية أن تتمكن"يونيفيل"من إنهاء تحقيقها لتأكيد، وبأسرع وقت ممكن، الحقائق المتعلقة بهذه الحادثة الخطرة. وأن"يونيفيل"سترفع نتائج تحقيقها الى مجلس الأمن عبر دائرة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في نيويورك وستطلع الطرفين على الأمر أيضاً. واختتم البيان:"في هذه الأثناء فإن قائد القوات يحض على أقصى درجات ضبط النفس ويعمل مع الطرفين لضمان وقف العمليات العدوانية، وأن"يونيفيل"والجيش اللبناني سيواصلان دورياتهما المكثفة والبحث في المنطقة". وكانت دورية من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي عثرت ليل أول من أمس عند مشارف بلدة الهبارية لجهة بلدة كفرحمام، على منصة صواريخ خشبية مثبتة في الارض باتجاه الاراضي المحتلة غير موصولة بأي اسلاك كهربائية، وكانت قيد الاعداد لاستعمالها لاطلاق صواريخ. وتم التنسيق مع الجيش اللبناني الذي ارسل دورية بعد منتصف الليل لتفكيكها". وتواصلت مواقف الادانة لمحاولات توريط لبنان في حرب لا يريدها. وأبدى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في تصريح، قلقه من تكرار ظاهرة إطلاق الصواريخ، وأمل ب"ضبط الأمور في منطقة الجنوب حتى لا تتخذ إسرائيل الذرائع للاعتداء على لبنان مجدداً"، مبدياً خشيته من"أن تكون هناك محاولات لاستدراج لبنان وتوريطه في حرب جديدة لزعزعة أمنه واستقراره". ودعا إلى"شدة اليقظة والحذر من دخول لبنان ساحة الصراعات الإقليمية". وأمل ب"أن تحقق القمة الخليجية الطارئة النتائج المرجوة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والعمل على تأمين كل أشكال الحماية والدعم للشعب الفلسطيني"، مشيداً بالجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. وأكد"أن التضامن العربي في توحيد وتنسيق الجهود هو الأساس في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة"، ودعا المسؤولين في العالمين العربي والإسلامي إلى الوحدة في مواجهة هذا العدوان. "حزب الله" لا يعرف الجهة مطلقة الصواريخ وفي موقف بارز، أكد وزير العمل محمد فنيش ممثل"حزب الله"في الحكومة ان"لا علم لدى"حزب الله"عن الجهة التي أطلقت الصواريخ من جنوبلبنان تجاه شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة". وشدد على ان الحزب"لا يتردد في الإفصاح عن أي عمل يقوم به تجاه العدو". وقال:"ان اللبنانيين، شعباً وجيشاً ومقاومة، سيواجهون أي عدوان اسرائيلي محتمل". ودعا دول عربية الى"أخذ خطوات واستخدام قدراتها ومواردها لوقف الاعتداء على غزة". وقال:"في حال قررت قمة الدول العربية قطع علاقاتها مع اسرائيل واستخدام مواردها لوقف دعم بعض الدول الغربية لهذا الكيان، فحينها يمكن القمم العربية ان تسفر عن نتائج ملموسة". ولفت"لقاء الانتماء اللبناني"، في بيان، الى ان ل"حزب الله"وجوداً فاعلاً في المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ،"ومن المستحيل ان يمر عمل من هذا النوع من دون علمه، وهو على الأقل مسؤول تجاه المجتمع الشيعي وحمايته والعمل لمصلحته". وشدد في موضوع القمة العربية على أن"لبنان يجب ألا يكون على الإطلاق طرفاً في الصراع الذي يحصل في المنطقة".