اهتز الوضع الأمني على الحدود اللبنانيةالجنوبية صباح امس، مع إطلاق ثلاثة صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه فلسطينالمحتلة (وصل منها اثنان) ومسارعة إسرائيل إلى الرد بإطلاق أكثر من 25 قذيفة على الأراضي اللبنانية، في انتهاك خطير للقرار الدولي 1701. وسارعت قوات «يونيفيل» إلى تطويق التدهور الحاصل بتكثيف الاتصالات باتجاه إسرائيل وباتجاه الجيش اللبناني، في وقت أوقفت مفرزة استقصاء الجنوب في قوى الأمن الداخلي شخصاً لبنانياً يشتبه في انه وراء إطلاق الصواريخ. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) أن «المدعو حسين عزت عطوي (من بلدة الهبارية) وينتمي إلى جماعات أصولية اعترف بأنه كان برفقته شخصان فلسطينيان هما أيضاً من الجماعات الأصولية لا يزال البحث جارياً عنهما بعدما تواريا عن الأنظار». وجرى توقيف عطوي الذي يعاني من حروق بليغة نتيجة العطل الذي حصل اثناء اطلاق احد الصاروخين، في مستشفى «المنارة» في البقاع الغربي. وأجرى الجيش مسحاً ميدانياً للمنطقة التي انطلقت منها الصواريخ وعثر على حقيبة تحتوي على أجهزة اتصال وبوصلة وخريطة لمكان تركيز الصواريخ، بالإضافة إلى معدات استعملها المنفذون، وعطل الجيش صاروخين كانا معدين للإطلاق من المنطقة. وعملت عناصر من الأدلة الجنائية على رفع بصمات وبقايا نقاط دم وجدت في المكان، كما رفعت آثار أقدام في المكان. وتبين أن أحد مطلقي الصواريخ أصيب بجراح. ونشر الجيش حواجزه في منطقة العرقوب وحاصبيا وعملت عناصره على تفتيش المارة والسيارات بحثاً عن الجريح. وجرى البحث أيضاً في مستشفيات جنوبية وعيادات خاصة. وأوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان ان «ما بين الواحدة فجراً والسادسة صباحاً، أقدمت جهة مجهولة على إطلاق ثلاثة صواريخ من منطقة مرجعيون- حاصبيا باتجاه الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وعلى الأثر سيرت قوى الجيش دوريات في المنطقة المذكورة وقامت بحملة تفتيش واسعة تمكنت خلالها من العثور على منصتي إطلاق صواريخ مع صاروخين مجهزين للإطلاق، فيما حضر الخبير العسكري إلى المكان وعمل على تعطيل المنصتين. وتبين أن صاروخين من عيار 107 ملم لم ينفجرا». وتفقد قائد اللواء التاسع العميد أحمد بدران مكان إطلاق الصواريخ وأشرف على التدابير العسكرية المتخذة في هذا القطاع. وكانت الاتصالات تسارعت بين «يونيفيل» وبين الجيش اللبناني من خلال رئيس فرع مخابرات الجنوب العميد علي شحرور من جهة وبين «يونيفيل» والجانب الإسرائيلي من جهة ثانية. وجرى من خلال الاتصالات اللبنانية استبعاد «حزب الله» أو أطراف لبنانية أو فلسطينية عن عملية إطلاق الصواريخ. ولاحقاً، اعتقلت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي المدعو س. ح. أبو قيس من بلدة الهبارية الذي يشتبه بأن له علاقة باطلاق الصواريخ وصودرت سيارته من نوع «رابيد» حمراء اللون، وعثر في داخلها على بقع دماء. بيان «يونيفيل» وصدر لاحقاً بيان عن قيادة «يوينفيل» أوضح ان «قرابة السادسة صباح اليوم (امس)، كشفت رادارات يونيفيل إطلاق ثلاثة صواريخ نحو إسرائيل من محيط منطقة عين عرب في جنوبلبنان. وأبلغت السلطات الإسرائيلية «يونيفيل» بأنّ صاروخاً واحداً سقط في شمال إسرائيل. وردّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية نحو المكان الذي انطلق منه الصاروخ. ولم يبلّغ أي طرف عن أي إصابات. ولم يقم أيّ طرف بإعلان مسؤوليته عن الهجوم». وأشار الى «ان رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام الجنرال باولو سيرّا، وقيادة البعثة على اتصال وثيق مع الأطراف ويدعون الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس منعاً لأي تدهور للوضع. وبالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، عزّزت يونيفيل تواجدها على الأرض وكثفت دورياتها في مختلف أنحاء منطقة عملياتها منعاً لأي حوادث إضافية». وأضاف البيان ان «في وقت لاحق هذا الصباح، أعلم الجيش اللبناني يونيفيل بأنه عطّل صاروخين معدّين للإطلاق بالقرب من المجيدية في جنوبلبنان. وتعمل يونيفيل بالتعاون مع الأطراف على التحقيق ميدانياً من أجل الوقوف عند حيثيات الحادث وظروفه». وقال الجنرال سيرّا: «هذا حادث خطير وخرق لقرار مجلس الأمن 1701 ويهدف بوضوح إلى تقويض الاستقرار في المنطقة. ومن الضروري تحديد مرتكبي هذا الاعتداء وتوقيفهم. وأقدّر الاستجابة السريعة للقوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن في المنطقة ومنع وقوع اي تصعيد إضافي». وأضاف: «نحن الآن بفي حاجة للحفاظ على الحيطة الأمنية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس ضد أي استفزاز. عاد الهدوء العام الى المنطقة وأكّدت لي الأطراف التزامها المستمر للحفاظ على وقف الأعمال العدائية عملاً بأحكام القرار 1701». واتصل رئيس الحكومة تمام سلام بنائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، واطلع منه على تفاصيل الاعتداء الإسرائيلي على لبنان والتطورات الأمنية في الجنوب. وتفقد عضو «كتلة التنمية والتحرير» النيابية قاسم هاشم بلدة عين عرب ومنطقة العرقوب التي تعرضت للقصف الإسرائيلي. وتحدث عن «عدوان سافر على السيادة اللبنانية وخرق فاضح ودائم للقرارات الدولية». ووصف الصواريخ التي أطلقت من لبنان بأنها «مشبوهة ومجهولة الهوية».)