عادت حرب التصريحات بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان حول القضايا العالقة بينهما، وانتقد مصدر في حكومة بغداد تصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الأخيرة التي هدد فيها بانفصال الاقليم في حال اصرار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي على اجراء تعديلات على الدستور. وأرخى استمرار الخلافات بين بغداد واربيل بظلاله على الزيارة المتوقعة للمالكي إلى اقليم كردستان، وأعلن الناطق الإعلامي باسم الحكومة العراقية مجيد ياسين في اتصال مع"الحياة"ان"زيارة رئيس الحكومة العراقية الى اقليم كردستان لم تتحدد بعد على رغم التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن احتمال اجرائها خلال الاسبوع الجاري". وكان المالكي جدد مساء اول من امس، خلال تجمّع عشائري في بغداد، رفضه إنشاء فيديراليات تكون اقوى من الحكومة المركزية، مضيفاً ان"الدستور وإن رسم طريق العمل للفيديراليات والحكومات المحلية في المحافظات، للابتعاد عن المركزية الحديدية، فإن ذلك لا يعني بناء فيديراليات قوية في ظل حكومة مركزية ضعيفة"مشيرا الى ان"هذه الفيديراليات لن تستمر من دون دولة مركزية قوية". وكانت صحيفة"لوس انجلس تايمز"نقلت عن رئيس اقليم كردستان تهديده بانفصال الاقليم في حال اجراء تعديلات على الدستور، متهماً المالكي بالانجراف نحو الحكم الاستبدادي والتقرب الى القوميين العرب، لافتاً الى ان المالكي يعمل على تطهير قوات الأمن العراقية من الأكراد. وانتقد مصدر رفيع المستوى في الحكومة العراقية، رفض الاشارة الى اسمه، في تصريح الى"الحياة"تصريحات بارزاني واصفاً اياها بأنها"تصب الزيت على النار"معتبراً انها"لم تكن موفقة وغير مناسبة في الوقت الراهن"، مضيفاً ان"اطلاق التهديدات بانفصال الاقليم الكردي عن البلاد امر مرفوض ولن يدعم الجهود التي تبذل لحل الازمات العالقة بين الحكومة المركزية واقليم كردستان". واضاف ان"هذه التصريحات جاءت في وقت غير مناسب ومتزامنة مع زيارة مقررة للمالكي لإقليم كردستان للبحث في القضايا العالقة بين الجانبين خلال اليومين المقبلين". من جهته شدد القيادي في"التحالف الكردستاني"محسن السعدون في تصريح الى"الحياة"على ان"التأخر في اجراء محادثات بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان وراء تصاعد حدة الخلافات وتبادل الاتهامات"، داعيا الى اجراء محادثات"بأسرع وقت". واشار السعدون الى ان"زيارة المالكي الى كردستان ولقاءه مع المسؤولين في حكومة الاقليم ستكون لهما مردودات إيجابية على الوضع السياسي الحالي باتجاه حسم الملفات العالقة"، واصفا المحادثات التي سيجريها المالكي في اقليم كردستان ب"المهمة والضرورية". وستكون زيارة المالكي لاقليم كردستان الاولى من نوعها منذ اندلاع السجال بينه ورئيس اقليم كردستان على خلفية اتهام الاخير للمالكي ب"الديكتاتورية"، ورد المالكي في رسالة اذيعت عبر وسائل الاعلام بأن سياسته تستند الى اقامة دولة مركزية قوية والحد من صلاحيات الأقاليم والمحافظات لتتوافق مع الصلاحيات التي منحها الدستور العراقي. وتفجّر الصراع بين بغداد واربيل بعد دخول القوات العراقية الى مناطق في محافظتي الموصل وديالى تعتبرها حكومة اقليم كردستان مناطق متنازع عليها، وتسعى الى ضمهما الى اراضي الاقليم. وزاد العلاقات توتراً اصدار المالكي أمراً منتصف العام الجاري بتشكيل مجالس اسناد عشائرية في محافظة كركوك ومناطق اخرى متنازع عليها، ما أثار حفيظة الاكراد. وهناك ملفات أخرى عالقة بين بغداد واربيل أبرزها العقود النفطية التي تبرمها حكومة الاقليم الكردي مع شركات اجنبية وتعتبرها بغداد غير دستورية، فضلاً عن الخلاف على موازنة"البيشمركة"ومصير كركوك.