دعا الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي الذي يتولى رئاسة الاتحاد الافريقي، أمس، إلى تأجيل توجيه اتهامات إلى الرئيس السوداني عمر البشير من المحكمة الجنائية الدولية بعدما اتهمه الإدعاء فيها بارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية في دارفور، وكشف تحركات ديبلوماسية تقودها حكومته والحكومة النيجيرية لإنجاح ذلك الموقف مع الأممالمتحدة. وقال رئيس تنزانيا في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عمر البشير في الخرطوم في ختام زيارة امتدت يومين:"يجب أن تأخذ العدالة مجراها ويجب أن نشهد العدالة وهي تأخذ مجراها. ما يقوله الاتحاد الأفريقي ببساطة هو أن المهم والأولوية هو السلام. هذه هي أهم الأولويات الآن". وأضاف:"يجب أن نبدأ بالأولويات. وعلى هذا الأساس يؤيد الاتحاد الافريقي تأجيل توجيه الاتهامات الى الرئيس البشير"، ولكنه شدد على ضرورة محاكمة المتهمين بارتكاب انتهاكات في دارفور وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب. وتابع:"لا نود أن نبعث اشارات خاطئة بقبولنا عدم المحاسبة، فالعدالة لا بد لها أن تأخذ مجراها". وذكر إنه بالتنسيق مع الحكومة النيجيرية سيجري اتصالات خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لتعطيل توجيه اتهامات إلى البشير عبر مجلس الأمن وتعليق تحركات المحكمة الجنائية الدولية لتوقيفه. أما البشير فأعرب عن أمله في أن تشكل المحادثات التي اجراها مع ضيفه التنزاني اطاراً لحل قضايا السودان، مشيراً الى أن استقرار السودان وأمنه يمثل موضوعاً حيوياً ومهماً للقارة. وأشاد بدور الاتحاد الافريقي ازاء قضية دارفور والمحكمة الجنائية الدولية ورأى أن زيارة كيكويتي وفّرت فرصة للتشاور في تطورات دارفور والتعاطى مع المحكمة الجنائية. وفي سياق متصل، قالت الادارة الاميركية إنها تراقب ما يدور حالياً في السودان من مبادرات لتسوية ازمة دارفور معربة عن املها في ألا تكون"مسرحية سياسية"، وطالبت الخرطوم بالاسراع في تقديم المسؤولين عن الهجوم على مخيم كلمة للنازحين في ولاية جنوب دارفور، الذي خلّف 43 قتيلاً و103 مصابين آخرين، للمحاكمة بحسب ما اوردته لجنة تحقيق شكلتها وزارة العدل السودانية. وذكرت وكالة"فرانس برس"أمس أن القوات الحكومية السودانية سيطرت على ثلاث مدن في منطقة جبل مرة في شمال دارفور بعد يومين من المعارك. ونقلت عن سعيد ابراهيم الهيلو، وهو قائد في فصيل من"حركة تحرير السودان"يقوده عبد الواحد محمد أحمد نور، إن"الحكومة موجودة الآن في ديسا وبيرمازا". وأضاف ان المعارك التي بدأت السبت توقفت كذلك حول بلدة طويلة التي تسيطر عليها الآن القوات النظامية. وكانت القوات الحكومية بدأت الهجوم السبت بمعاونة ميليشيات محلية عربية ومدعومة بسلاح الجو. وقال المتمردون إن المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى. وأوضح الهيلو أن مقاتلي حركته يتمركزون الآن حول المدن الثلاث التي فقدوا السيطرة عليها، بينما فر السكان الى الصحراء. وتابع"ان الوضع سيئ للغاية فهناك أمطار والناس يعانون كثيراً". في غضون ذلك تواصل المملكة العربية السعودية تقديم المساعدات المالية والدعم العيني لدارفور السودانية، إذ سيّر المكتب الإقليمي لجمعية الهلال الأحمر السعودي في السودان أخيراً قافلة مساعدات إنسانية لسكان إقليم دارفور، شملت 6 شاحنات تحمل 20 الف سلة غذائية لكل من مدينتي الفاشر ونيالا في ولايتي شمال وجنوب دارفور. وأوضح المدير العام للإدارة العامة للإغاثة في جمعية الهلال الأحمر السعودي فايز بن علي الأحمري لوكالة الانباء السعودية أن هذه المساعدات تأتي تنفيذاً لتوجيهات رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لسكان دارفور، والتي سبق أن أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.