تبدو الحركة في دكان حفيظة غير عادية في الايام القليلة التي تسبق شهر رمضان. ثمة إقبال كبير من النساء على اقتناء جلباب مناسب يوّفق بين الطابع التقليدي وبساطة الشكل التي تستجيب لمتطلبات العصر. وعلى رغم تشبّث المغاربة خصوصاً الشباب منهم بمظاهر الحياة العصرية، الا أنهم يفضلون في المناسبات الدينية والرسمية والاعياد اللباس التقليدي وأبرزه الجلباب الذي يلبس في الشارع أو ما يطلق عليه المغاربة اسم"الجلابة". يطلقون على اللباس التقليدي الخاص بالمناسبات والاعراس"قفطان"، وهو عبارة عن قطعة واحدة من القماش أو"التكشيطة". وفي الاصل تتكون من قطعتين، لكن مع قيام جيل من المصمّمات بإدخال بعض اللّمسات العصرية عليها، أصبحت أحيانا تتجاوز ثلاث قطع. ولباس المرأة يكون عادة فاخراً ومكلفاً ويلبس داخل البيوت في المناسبات المهمة والحفلات والافراح. بينما تتميز"الجلابة"بكونها عملية وتلبس في الشارع. ويرتدي المغاربة الجلابة في المناسبات الدينية والاعياد وأيام الجمع حيث عادة ما يرتدي الرجال جلابة في صيغتها التقليدية مع طربوش أحمر، في حين تلبس النساء جلابة مع وشاح يغطي الرأس. ومع حلول شهر رمضان يتشبث المغاربة بالتقاليد الاسلامية والوطنية، فتصبح الجلابة ملائمة أكثر للذهاب الى المسجد وزيارة الاهل. تقول حفيظة 32 سنة التي تعمل بائعة في محل للجلابة، إن"الناس في رمضان سواء الرجال أو النساء يفضلون اللباس التقليدي لأنه محتشم وبسيط وجميل". وتضيف ان الاقبال عليه"يزداد في المناسبات الدينية خصوصاً في شهر رمضان حيث تفضل النساء لبسه للخروج في النهار من أجل التبضع أو حتى التوجه الى أماكن العمل. كما يعتبر مثالياً لاداء الصلوات خصوصاً في الليل كما هو الشأن بالنسبة لصلاة التراويح أو صلوات ليلة القدر". وتؤكد حفيظة أنه يصعب أحيانا تأمين الطلبات أمام الإقبال الكثيف على الشراء، لكنها تشير الى ان الطلب هذه السنة انخفض بسبب ارتفاع الاسعار واهتمام الاسر المغربية بتحمل نفقات رمضان الذي يتزامن مع دخول المدارس وما تتطلبه من نفقات ثقيلة على الاسر المغربية المتوسطة والمحدودة الدخل. وتبيع حفيظة في محل شعبي لبيع الجلابة حيث تقتني منها الفئات ذات الدخل المتوسط أو المحدود. أما الجلابة المصنوعة بطريقة تقليدية محضة أي مخاطة ومطرزة باليد مع استعمال نوعية قماش جيدة وراقية، فسعرها أغلى وتنجز حسب الطلب. لا ترتدي أسماء 24 سنة"الجلابة"في الايام العادية، لكنها تثابر على ارتدائها في شهر رمضان". غير أن أحمد 38 سنة لا يرى فرقا أن تلبس الفتاة أو المرأة لباساً في رمضان أو لا تلبسه"المهم أن يكون لباساً محتشماً. تنطبق هذه القاعدة طوال العام وليس فقط في رمضان". ويضيف"ليس من منظور ديني أو أخلاقي فحسب، ولكن لأن لباس العري أصبح مبتذلاً ويشوه أكثر مما يثير، حتى بالنسبة للاوروبيين. لذلك أظن أن العديد من الشباب ينجذبون أكثر الى التي تلبس لباساً محترماً أكثر من شبه العارية". الجلباب المغربي يعود في رمضان