حين يأتي الحديث عن مشاهير قراء القرآن الكريم يتوقف الإنسان عند مشاهير القراء في مصر أمثال محمد رفعت، وعلي محمود، ومحمد المنشاوي، وابو العينين شعيشع، ومصطفى إسماعيل، وغيرهم، ثم تأتي مرحلة عبدالباسط عبدالصمد بصوتة العذب الجميل، وقدرتة العجيبة على طول النفس، ووصل الآيات، فعبد الباسط هو الذي أسس لفن التلاوة في تاريخنا المعاصر، حتى وصل صوته الى اصقاع العالم، ويعود له الفضل في نشأة اجيال من المقرئين الذين يتغنون بالقرآن في جميع بلدان العالم الاسلامي، ومن افضال هذا المقرئ المتفرد أنه أثر في تطور التلاوة عند المقرئين في السعودية، فبعد ان كانت تلاوة القران الكريم تهذ هذاً، اصبح القراء يتغنون بالقرآن على نحو مبدع. لكن شهرة القراء في السعودية ارتبطت بأئمة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة امثال سعود الشريم، وعبدالرحمن السديس، وعلي الحذيفي، وأخيراً القارئ المتميز عبدالبارئ الثبيتي، لكن الحقيقة ان في السعودية عشرات المقرئين الذين يتميزون بعذوبة الصوت التي لا تقل عن المشاهير، على مستوى العالم الاسلامي، ان لم تفقها، من امثال عبدالولي الأركاني، إمام وخطيب مسجد الملك فهد في جدة الذي نسب صوته للفنان محمد عبده، عبر بعض منتديات الانترنت، ورسائل الهاتف، فضلاً عن ماهر المعيقلي، احمد العجمي، عبدالمحسن الحارثي، وسعد الغامدي، وغيرهم ممن لم تصل أصواتهم الى وسائل الإعلام على النحو المطلوب. ولعل من أبرز جيل القراء الجدد في السعودية الشيخ سعد الغامدي الذي يملك طاقة كامنة، فيتلو القرآن بصوت شجي ومؤثر وبديع، فيرتل بمرونة وانسيابية وهدوء وتأن، وعذوبة غير مسبوقة. فسعد الغامدي يعطي الحروف حقها من المخارج والصفات، من المد والغنّة والإظهار والإدغام والإخفاء والتفخيم والترقيق، وتجويد الحروف ومعرفة الوقف والابتداء، فيغن ما يغن، ويمد ما يمد، من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تفريط، فتلاوة سعد الغامدي وسط بين التأني والإسراع، فيتغنى بالقرآن بصوت لذيذ يثير الاطمئنان والخشوع، ويقرأ القرآن قراءة عادية كقراءة أي كتاب إلا أن قراءته تثير الافتتان بالقرآن، فيرتل الآيات بتمهل متفكرا فيما يقرأ، فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ. سعد الغامدي صوت يعبر عن سر بلاغة القرآن في شكل غير مسبوق، وهو بالفعل يستحق الوقوف في محراب الحرم المكي الشريف.