زحف الإعصار القوي "غوستاف" الذي وصف ب "أم العواصف" في اتجاه شاطئ لويزيانا جنوبالولاياتالمتحدة أمس، شاقاً طريقه عبر خليج المكسيك بقوة تضاهي الإعصار"كاترينا"الذي ضرب المنطقة ذاتها العام 2005. وتحسباً لدمار شامل، أمر ري ناغين رئيس بلدية نيو أورليانز أهالي المدينة البالغ عددهم 239 ألفاً بمغادرتها. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش لن يتمكن بسبب الإعصار من إلقاء خطابه المقرر اليوم في افتتاح مؤتمر الحزب الجمهوري في مدينة سان بول في ولاية مينيسوتا شمالا حيث من المقرر إعلان السناتور جون ماكين مرشحاً للحزب الى الرئاسة. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا برينو أن بوش لن يتوجه الى مينيسوتا اليوم، وأن العمل جار على"اعداد اجراءات بديلة". كذلك أشار ماكين في حديث الى شبكة"فوكس نيوز"الى أن اللجنة المنظمة للمؤتمر تدرس تأجيله، في حال ضرب الإعصار بشدة اليوم، كما اعلن ماكين انه سيتوجه و"نائبته"سارة بالين الى ولاية ميسيسيبي لتفقد الأضرار. ويتخوف الجمهوريون من ان يعيد الإعصار"غوستاف"الى ذاكرة الأميركيين الإعصار"كاترينا"الذي دمر مدينة نيو أورليانز في آب أغسطس 2005، وفشل ادارة بوش في التحرك بسرعة لاحتواء الكارثة، ما عرض البيت الأبيض لانتقادات حادة وعنيفة واتهامات بالتقاعس في مواجهة معاناة الأميركيين. واذا ضرب الإعصار غرب نيو أورليانز كما هو متوقع، فان من شأنه أن يعيد تدمير السدود التي انهارت قبل ثلاثة أعوام وأغرقت المدينة نتيجة الإعصار"كاترينا"الذي صنفت شدته بالدرجة الثالثة في حين ان"غوستاف"في الدرجة الرابعة اقل شدة وتصحبه رياح سرعتها 249 كيلومتراً في الساعة. وقد يتأثر أكثر من 11.5 مليون من المقيمين في الولاياتالمتحدة في خمس ولايات بهذا الإعصار الهائل، ويعيد نيو اورلينز الى حال الفوضى التي شهدتها العام 2005، حين انتظر الناجون الذين تقطعت بهم السبل أياماً عدة قبل أن تصل فرق الإنقاذ الرسمية. وصنف"كاترينا"بالكارثة الطبيعية التي كبدت الولاياتالمتحدة أكبر قدر من الخسائر في تاريخها 80 بليون دولار. وتحسباً للإعصار"غوستاف"أوقفت شركات النفط ثلاثة أرباع عمليات الإنتاج وأقفلت مصافي التكرير على امتداد خليج المكسيك. ولأنه لا يمكن التكهن بمسار"الإعصار"بدقة، أصدر المركز القومي الأميركي للأعاصير تحذيراً شمل منطقة شمال الخليج، من كاميرون في ولاية لويزيانا الى الحدود بين ولايتي ألاباما وفلوريدا غربا. وتعهد بوش بتقديم المساعدة التامة لحكام لويزيانا وميسيسيبي وألاباما وتكساس. وازدحمت الطرق السريعة بالفارين من نيو أورليانز. وحشدت السلطات مئات الحافلات والقطارات من أجل إجلاء 30 ألف شخص لم يتمكنوا من الخروج اعتماداً على أنفسهم. وثبت الأهالي ألواحاً على نوافذ منازلهم ومتاجرهم قبل مغادرة المدينة. وقبل وصوله الى السواحل الأميركية، ضرب الإعصار"غوستاف"كوبا والدومينيكان وهايتي وجاميكا، وأسفر عن مقتل 86 شخصاً على الأقل في تلك الدول.