دبت الحياة في المسرح المصري بقطاعيه العام والخاص، بعدما أعلن عن موته طوال الفترة الماضية لاعتبارات كثيرة. أولها الارتفاع الجنوني لكلفة أي عمل مسرحي ابتداء من أجور الممثلين مروراً بالكلفة الكبيرة لإعلانات الشوارع والتلفزيون، وصولاً إلى فواتير الضرائب والكهرباء وإيجار الخشبة وغيرها. وجاء العام الحالي ليضع معوقاً جديداً يتلخص في قصر موسم الصيف لقرب حلول شهر رمضان، ما تطلب تركيز غالبية الممثلين على أعمالهم التلفزيونية. ومع ذلك أعلنت غير فرقة إصرارها على تقديم عروض جديدة، أو إعادة تقديم عروض قديمة. وعلى رغم ازدحام القاهرة والإسكندرية بلافتات العروض المسرحية، إلا أن أيام العرض الفعلية تقتصر أسبوعياً على يومين أو ثلاثة في أحسن الظروف. وانضم على رغم ذلك عرضان جديدان إلى مسرح القطاع الخاص أولهما"ترا لم لم"لسمير غانم، من تأليف أحمد عوض وإخراج هاني مطاوع، ويعرض على خشبة مسرح"ليسيه الحرية"في القاهرة. ويراهن سمير غانم، كما يقول ل"الحياة"على نجاح المسرحية التي تتناول ظاهرة النصب باسم الفضائيات والتي استوقفته طويلاً وقدمها من خلال أكثر من عمل درامي كان آخرها"عبد الحميد أكاديمي". ولا يخفي غانم تفاؤله بالعرض على خشبة"ليسيه الحرية"التي استقبلت لأكثر من ربع قرن عروض فرقة"الفنانين المتحدين". العمل الثاني لأحمد بدير الذي يعود إلى المسرح بعد غياب مع مسرحية"مرسي عاوز كرسي"، من تأليف وإنتاج احمد الإبياري وإخراج خالد جلال، ويشارك في البطولة شعبان عبد الرحيم وعماد رشاد وميمي جمال. وبحسب بدير فإن العرض غنائي استعراضي يتعرض إلى المشاكل الاجتماعية ذات البعد السياسي. ويواصل عادل إمام مع فرقة"الفنانين المتحدين"على خشبة"مسرح الهرم"للعام العاشر على التوالي، مسرحية"بودي غارد"من تأليف سمير خفاجي ويوسف معاطي، من إخراج رامي إمام. علماً بأن إمام ومعاطي وخفاجي كانوا ينوون تقديم عرض جديد قبل أكثر من ثلاث سنوات، ولكن انشغال إمام بعدد من الأفلام السينمائية، حال دون أن يرى العرض الجديد النور. وفي الوقت الذي تقتصر فيه عروض المسرح الخاص على تلك المسرحيات الثلاث، قرر أشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح إعادة تقديم مسرحيات الموسم الصيفي الماضي، وعدم إنتاج أو تقديم مسرحيات جديدة بعدما حدث ما يشبه"الهروب الجماعي"من عدد من الفنانين كان ينوي التعاقد معهم، بينهم علي الحجار الذي كان مرشحاً لمسرحية"الشومة والبارومة"، وسهير البابلي الخنساء، ودلال عبد العزيز ومصطفى فهمي السلطان الحائر، ونور الشريف وداليا البحيري اللجنة. وهكذا سيعاد عرض مسرحيات من الموسم الماضي، حققت نجاحاً جماهيرياً نسبياً، منها"روايح"بطولة فيفي عبده وجمال عبد الناصر وجمال إسماعيل، و"النمر"تأليف وإخراج محمد الخولي، و"الإسكافي ملكاً"تأليف يسري الجندي وإخراج خالد جلال. وكان حسين فهمي رفض إعادة عرض مسرحية"زكي في الوزارة"التي يلعب بطولتها أمام عمر الحريري وسوسن بدر ولقاء الخميسي، لانشغاله بتصوير مسلسل"وكالة عطية"أمام مايا نصري وأحمد بدير عن قصة لخيري شلبي وسيناريو وحوار وإخراج رأفت الميهي. وكانت المسرحية التي كتبها لينين الرملي وأخرجها عصام السيد، شهدت مشاكل أثناء عرضها أدت إلى انسحاب هالة فاخر منها.