شهدت أزمة العالقين على الحدود بين مصر وقطاع غزة انفراجة كبيرة أمس، إذ سمحت السلطات المصرية للمرة الأولى منذ إغلاق معبر رفح البري منتصف حزيران يونيو قبل الماضي، بعبور العالقين في الاتجاهين خلال يوم واحد. ووصل إلى الأراضي المصرية نحو 800 من العالقين الفلسطينيين والمصريين في قطاع غزة، كما غادر إلى القطاع نحو 1200 عالق فلسطيني، في أكبر عدد يتم السماح بعبوره في الاتجاهين خلال يوم واحد منذ سيطرة حركة"حماس"على قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة قبيل بدء حوار ثنائي من المقرر أن يكون قريباً بين مسؤولين مصريين وقادة في"حماس"التي تسيطر على القطاع من أجل تحقيق"مصالحة فلسطينية". ومن المقرر أن يتوالى عبور العالقين اليوم، إذ سيتواصل تشغيل معبر رفح لعودة العالقين المصريين في قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر عقب إغلاق الحدود في شباط فبراير الماضي ومغادرة الفلسطينيين من أصحاب الإقامة الدائمة في مصر والدول العربية ممن سبق لهم دخول القطاع لزيارة ذويهم وتقطعت بهم السبل. كما سمحت السلطات المصرية بعودة العالقين الفلسطينيين في الجانب المصري والعائدين من الدول العربية والاجنبية والمرحلين الذين انتهت إقامتهم في الدول التي كانوا يقيمون بها ورفض تجديدها، إذ ظلوا محتجزين في الموانئ والمطارات المصرية حتى سمح لهم بالعودة إلى القطاع ويقدر عددهم بنحو 16 شخصا. وروى شهود أن عشرات الباصات المحملة بالفلسطينيين والشاحنات المحملة بالحقائب اتجهت إلى معبر رفح في رحلة توقفت خلالها ثلاث مرات في طريق طوله 50 كيلومترا من العريش إلى معبر رفح للتفتيش والتأكد من هوية المتجهين الى رفح وتنظيم وصولهم الى المعبر على دفعات لضمان عدم تكدسهم أمام البوابة الرئيسة للميناء. وعلى مسافة كيلومتر من المعبر، سمح للفلسطينيين بالسير حتى البوابة الرئيسية للمعبر باستثناء كبار السن والمعاقين. وشهد محيط معبر رفح انتشار شاحنات محملة بأفراد الأمن لمنع أي تجاوزات خلال عودة الفلسطينيين إلى القطاع. وأكد محافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشة أنه تم دعم مرفق إسعاف العريش ب12 سيارة وأطباء متخصصين لعقد لجنة طبية داخل المعبر للكشف الطبي على جميع الحالات المرضية القادمة من القطاع للعلاج في المستشفيات المصرية وتقويم كل حالة والسماح للحالات المرضية والإصابات الخطيرة بدخول الأراضي المصرية للعلاج في معهد ناصر. وقال الأمين العام لفلسطينيي الشتات عبدالستار الغلبان ل"الحياة"إن تشغيل معبر رفح خطوة مصرية محسوبة لرفع المعاناة عن فئة من أبناء الشعب الفلسطيني، مطالباً قيادات الفصائل الفلسطينية"بالعمل على تقليص المسافات بين قادة فتح وحماس لإنهاء الأزمة والعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل حزيران من العام الماضي، والعمل خلال محادثات القاهرة على إنهاء الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية لصالح الشعب الفلسطيني الذي يعانى أشد المعاناة". اصابة متسلل سوداني من ناحية أخرى، أصابت الشرطة المصرية قرب العلامة الدولية الرقم 13 جنوب رفح سودانياً يدعى أحمد سعيد إدريس 28 سنة من إقليم دارفور بطلق ناري أسفل الصدر، وتم نقله إلى مستشفى العريش حيث وصفت مصادر طبية حالته بالخطيرة. وقالت مصادر أمنية إن المواطن السوداني أصيب خلال محاولته التسلل لإسرائيل عبر سيناء، إذ تجاهل الطلقات التحذيرية التي تطلقها الشرطة لمنع المتسللين من الاقتراب من المنطقة الحدودية، ما أدى إلى إصابته أثناء محاولته الفرار نتيجة التدافع العشوائي. وأضافت أنه تم اعتقال 25 متسللاً إفريقياً في محاولة أخرى للتسلل.