تفيد دراسة أجراها أخيراً الأستاذ في كلية الطب في جامعة الطائف الدكتور علي الزهراني، أن الأطفال هم أكثر فئة عمرية تتعرض للإساءة اللفظية. وذكر الزهراني في دراسته أن 38.7 في المئة من الأطفال يتعرضون للإساءة"الشعورية"، وغالبية الذين يتعرضون للإساءة اللفظية تراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة. اما المتسبب الاول بهذه الإساءات، بحسب الدراسة نفسها، فهم الآباء يليهم الأخوة الذكور الأكبر سناً ثم الأقارب، فالأمهات ويأتي في المرتبة الأخيرة المعلمون والزملاء. وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، كانوا أقل عرضة للإيذاء اللفظي بنسبة21.9، في حين كان أصحاب الأعمار فوق 30 سنة أكثر عرضة للإيذاء الشعوري في طفولتهم بنسبة 5.37 في المئة. يقول وليد عاطي 23 سنة:"يا غبي... يا فاشل عبارات سمعتها كثيراً من أبي خلال طفولتي لتواضع نتائجي الدراسية، ما نتج منه توطين مشاعر النقص في أعماقي على رغم نجاحي النسبي في عملي الحالي". وقالت أم محمد التي يعاني ابنها، البالغ من العمر 10 سنوات، من تشوه خلقي انه رفض الذهاب إلى المدرسة وانزوى في غرفته وانعدمت رغبته في الاختلاط برفاقه. وقالت ل"الحياة":"على رغم دعمي الدائم له وتشجيعه على إكمال دراسته، إلا أن هلع زملائه من هيئته، إضافة إلى تعرضه اليومي للسخرية والازدراء حيناً ونظرات الدهشة والاستغراب حيناً آخر حطّمت ذاته وضاعفت من سوء حاله، وغالباً ما أراه باكياً عند عودته إلى المنزل. فالأولاد كانوا ينادونه أحياناً بالمسخ". لكن في المقابل دفعت نظرات الشفقة والعنف اللفظي الذي تعرضت له نجلاء علي 27عاماً المصابة بالشلل النصفي إلى تحدّي مشكلتها الصحية وتجاوز محنتها بممارسة هوايتها في تصميم الأزياء والخياطة ما دفع إلى تكدس طلبات الشراء لديها. ويسيء الازدراء الدائم والنقد الساخر وعبارات التحقير إلى العلاقة بين الزوجين في شكل كبير. وفاء راشد 31 عاماً كانت تتلقى تلك السهام من زوجها باستمرار وتقول:"لم يكتف زوجي بتوبيخي ونقدي لأتفه الأسباب، بل صارت السخرية مني والتقليل من شأني جزءاً من عمله اليومي، فهو تارة لا يتحرج من ذكر ما يعتبرها عيوباً بي بعدما يقارنني ببعض ملكات الجمال وعارضات الأزياء، كما أنه لا يغفل عن ضربي واهانتي أمام أطفالي، ما انعكس سلباً على نفسياتهم وسلوكهم العام". وأضافت راشد:"في السابق لم أكن أواجه سخريته سوى بالبكاء وتناول أدوية مضادة للاكتئاب، إلا أنني تعمدت خلال السنوات الأخيرة الرد عليه بأسلوبه نفسه". وأوضحت الاختصاصية النفسية مها المنيع"أن العنف اللفظي ممهد للعنف الجسدي. وبعض ضحاياه يندفعون إلى ممارسة ما تعرضوا إليه ضد آخرين". وذكرت المنيع أن ضحايا العنف اللفظي"يعانون غالباً من القلق والاكتئاب والصداع، إضافة إلى الإحساس بالدونية والشعور بالذنب، كما أنهم يتصفون أحياناً بالعدوانية".