أعلن المخرج المصري إبراهيم البطوط أن "الشركة العربية للتوزيع والإنتاج السينمائي" المملوكة للفنانة إسعاد يونس اشترت حق عرض فيلمه الأخير"عين شمس"تجارياً ما يعد"اعترافاً بالسينما المستقلة"، على حد تعبيره. وكان علي أبو شادي رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر رفض الاعتراف بفيلم"عين شمس"بحجة أنه لم يتم تقديم سيناريو وحوار مكتوبين للفيلم قبل البدء في تصويره كما لم يتم الحصول على تصريح بالتصوير في شوارع وضواحي القاهرة. وحاول البطوط مراراً شرح طبيعة الفيلم التي تقوم بالأساس على الارتجال والتلقائية سواء من قبل الممثلين أو في ما يخص مسألة السيناريو وأن هذه مدرسة سينمائية معروفة عالمياً منذ أربعينات القرن الماضي ويتم الاعتراف بالأعمال المشابهة في الدول الأخرى، إلا أن هذا الشرح كله لم يشفع له وظلت القضية بين شد وجذب إلى أن تم تحويل الفيلم من تقنية الديجيتال إلى 35 مللم بمساعدة المركز السينمائي المغربي وبالتالي نسب إنتاج الفيلم إلى المغرب ودخل مصر على أنه فيلم أجنبي! ينطبق على فيلم"عين شمس"أنه فيلم المفاجآت بدءاً من المنهج الذي سلكه المخرج وهو الغريب تماماً على صناعة السينما في مصر، والجدال الذي أثاره رفض الرقابة له ثم الجوائز التي حصدها من مهرجانات عدة. وكان"عين شمس"عرض في مهرجان الفيلم العربي في روتردام ونال جائزة أحسن فيلم وكذلك جائزة"الثور الذهبي"لأحسن فيلم من مهرجان تاور مينا في إيطاليا وأخيراً اختير للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجاني هامبورغ ولندن السينمائيين. وتعليقاً على ما واجه الفيلم من مشكلات قال البطوط:"حتى الآن لم يستطع فهم المنطق الذي يفكر به مسؤولو الرقابة، على صناعة السينما المصرية". وتساءل:"لماذا ينبغي عليّ أن أقدم الفيلم مكتوباً على ورق طالما أنه أنجز فعلاً وليس فيه خلل يمنع عرضه". وأضاف:"ليس هناك مبرر لموقف الرقابة سوى قمع الإبداع والسيطرة على العقول بحيث لا نفكر إلا في ما يسمح به الرقيب ويباركه". من ناحية أخرى أعرب البطوط عن سعادته لشراء"الشركة العربية"حق توزيع الفيلم لما في ذلك من تقدير له بعد موقف الرقابة، وقال:"إنها خطوة مبشرة لأنها ستصل بالفيلم إلى عدد أكبر من المشاهدين"وهو ما يحلم به دائماً. واستطرد البطوط موضحاً أن هذه الخطوة مهمة لمن يحلمون بالعمل السينمائي المستقل، مشيراً إلى ضرورة التعامل مع شركات الإنتاج ودخول الأفلام المستقلة حلبة التنافس لإثبات جودتها وقدرتها على إمتاع الجمهور مثل الأفلام التجارية. يذكر أن"عين شمس"هو الفيلم الروائي الثاني لإبراهيم البطوط بعد"إثاكي"الذي أنتج عام 2005 كما أن له عدداً كبيراً من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة. ويعد البطوط أبرز مخرجي السينما المستقلة في مصر ويعرف باهتمامه بالقضايا الإنسانية والسياسية منذ بداية عمله في التصوير والإخراج السينمائي عام 1987 وهو سبق له العمل كمخرج أفلام وثائقية مع قنوات أجنبية منها"أرتيه"الفرنسية، وپ"تي إس بي"اليابانية.