تسعى كوريا الشمالية إلى التأهل للمرة الثانية في تاريخها إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد أن خطفت الأضواء عام 1966 وهزمت ايطاليا 1-صفر بهدف تاريخي لطبيب الأسنان باك دو ايك لتصبح أول منتخب آسيوي يدرك الدور ربع النهائي، إذ خسرت بصعوبة 3-5 أمام البرتغال. تأهلت كوريا الشمالية إلى الدور النهائي من تصفيات مونديال 2010 في القارة الآسيوية، ووقعت في مجموعة ثانية قوية تضم جارتها كوريا الجنوبيةواليابان وإيران والسعودية والإمارات، واللافت أن جميع منتخبات هذه المجموعة ذاقت تجربة المونديال في تاريخها ولو لمرة واحدة. وسيكون تأهل الدولة الشيوعية المعزولة عن العالم إلى المونديال حدثاً بحد ذاته، كونها شاركت مرة واحدة في العرس القاري عام 1966، وهي تحتل حالياً المركز 94 في ترتيب الاتحاد الدولي"فيفا"خلف منتخبات واهنة مثل: غامبيا وسورينام. وتأتي محاولات كوريا الشمالية بالتأهل إلى المونديال، بموازاة الحكم الحديدي للرئيس كيم جونغ ايل الذي يعاني شعبه من فقر مدقع وجوع مؤلم يذكر بالمجاعة الشهيرة خلال تسعينات القرن الماضي التي أجهزت على قرابة مليون مواطن. لطالما اشتهرت كوريا الشمالية بسعيها النووي وسجلها القاتم في مجال حقوق الإنسان، لكنها نادراً ما كانت قوة ضاربة في كرة القدم أو حتى بين طليعة الدول الآسيوية، باستثناء الفترات التي برز فيها منتخبها للسيدات. كان سجل النصف الشمالي من شبه الجزيرة الكورية الواقعة بين البحر الأصفر وبحر اليابان، ملفتاً في تصفيات المجموعة الآسيوية الثالثة ضمن الدور الثالث، فهي حلت وصيفة لجارتها اللدود كوريا الجنوبية، وتقدمت على الأردن وتركمانستان. فمن ست مباريات فازت وتعادلت ثلاث مرات، وسجلت 4 أهداف من دون أن تهتز شباكها أي مرة بفضل حائط دفاعي صلب حافظ على تماسكه طوال 540 دقيقة. ويحترف معظم لاعبي المنتخب الأبيض داخل الحدود المعزولة باستثناء بعضهم، ومنهم المهاجم جونغ تاي-سي 24 عاماً الذي وجد في دوري المحترفين الياباني ملجأ له مع نادي كاوزاكي فرونتال. ويعود السبب في احتراف جونغ الخارجي إلى أصوله اليابانية، وهو يلقب ب"واين روني اسيا"من الصحافة الكورية الجنوبية الجارة. ويثق جونغ أن كوريا الشمالية ستدرك المونديال على رغم وقوعها في المجموعة الآسيوية الأصعب في الدور النهائي:"اعتقد أن زملائي يملكون مواهب فردية رفيعة، والفريق عمل كوحدة متراصة من خلال التكتيكات الدفاعية ما جعلنا نظهر مهاراتنا وننجح في مهامنا". ويعتقد جونغ أن قلة من اللاعبين المحترفين في"العالم الخارجي"يقدمون عوناً كبيراً للمحليين الذين يشاركون في الدوري المؤلف من 12 فريقاً في العاصمة بيونغ يانغ. صحيح أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية شمال خط العرض 38 الخط الشهير الفاصل بين الكوريتين، لكن مطب الوقوع في النتائج السلبية مثل الخسارة أمام كوريا الجنوبيةواليابان في تصفيات مونديال 1994، دفع"الزعيم"كيم جونغ ايل خليفة المؤسس و"الرئيس الخالد"كيم ايل سونغ أن يمنع المنتخب الأول من المشاركات الخارجية لمدة 10 سنوات! خرج الشماليون من عزلتهم موقتا، في دورة الألعاب الآسيوية في بانكوك 1999، لكنهم لم يشاركوا في تصفيات مونديالي فرنسا 1998 وخصوصاً كوريا الجنوبيةواليابان 2002.