للمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، تدفق أكثر من سبعة آلاف زائر على مدينة سامراء لإحياء ذكرى ولادة الإمام علي الهادي الذي فجر تنظيم"القاعدة"مرقده عام 2006 في اعتداء أطلق صراعاً طائفياً في أنحاء العراق. وقال ل"الحياة"قائد عمليات سامراء اللواء رشيد فليح إن الزوار قدموا منذ يوم أول من أمس الأحد، لافتاً الى أن اجراءات أمنية رافقت دخولهم المدينة حيث نُصبت نقاط تفتيش وانتشر رجال الشرطة والجيش العراقي ورجال"الصحوة". وبلغ عدد رجال الأمن أكثر من ألفي شخص وانتشرت آليات للجيش العراقي على طول الطريق بين سامراء وبغداد بغرض توفير الأمن. وأقام أهالي سامراء على طول الطريق بين بغداد ومدينتهم سرادق وخيماً وقدموا المشروبات الباردة والأطعمة الى الزوار، وذلك في بادرة وصفت بأنها مقياس لانحسار التوتر المذهبي في العراق. وقال قائمقام سامراء محمود خلف ل"الحياة"إن الاستعدادات كانت متواصلة طوال الفترة الماضية. وأكد خلف أن عشرات من أبناء سامراء أقاموا الولائم على شرف الزوار، فيما تولت قائمقامية سامراء تجهيز الخدمات الفنية كافة من مياة شرب وأطعمة للزوار وتوفير الطاقم الطبي الكامل وتهيئة مستشفى متنقلاً للحالات المستعجلة. وكان ضريح الامامين علي الهادي والحسن العسكري تعرضا في شباط فبراير عام 2006 الى تفجير من الداخل أودى بالقبة الذهبية التي تعلو الضريح، فيما أودى انفجار آخر بمنارته عام 2007. وقال الشيخ جاسم ممتاز البازي أحد زعماء القبائل في سامراء إنه أقام في منزلة مأدبة غداء لأكثر من 500 زائر أعربوا عن سعادتهم الكبيرة لما شاهدوا من كرم الضيافة وحسن الاستقبال. وأكد كريم الموسوي 34 عاماً الذي قدم من مدينة النجف:"أرادها الأشرار فتنة، ولكننا سنتوحد على اعادة اعمار المرقد". وتتولى الحكومة العراقية ومنظمة"يونسكو"العالمية اعادة إعمار المرقدين بعد تفجيرهما في شباط عام 2006. وقال المهندس عصام غيدان أحد المشرفين على المشروع إن المرحلة الثانية من اعادة اعمار المرقدين بدأت وتشمل تقويم حجم الاضرار في الجدران والقبب والرواق الخارجي للمرقدين. وانتشر مئات من مقاتلي"الصحوة"على طول الأزقة القريبة من المرقدين في مناطق البوباز والمعتصم والهادي ومحمد علو وشوارع البورحمن وسوق مريم. وكان زعيم"المجلس الأعلى الإسلامي"عبدالعزيز الحكيم زار المدينة مطلع الشهر الجاري على رأس وفد كبير، والتقى شيوخ العشائر والمسؤولين المدنيين والعسكريين.