يشهد قطاع الطاقة المتجددة هجمة استثمارية كثيفة، مستقطباً 148 بليون دولار السنة الماضية، بزيادة 60 في المئة، بحسب معطيات برنامج الأممالمتحدة للبيئة، كما يستحوذ على اهتمام دول العالم والبنك الدولي الذي وافق على تأسيس صندوقين للاستثمار، بهدف مساعدة الاقتصادات النامية في التحول الى تكنولوجيا الطاقة النظيفة للحد من انبعاثات الكربون، ومساعدة الدول الفقيرة في التكيف مع التغيرات المناخية. وتتزامن الموافقة على تأسيس"صندوق التكنولوجيا النظيفة"و"صندوق المناخ الاستراتيجي"، قبل أيام من قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في هوكايدو في اليابان في الثامن من الشهر الجاري، وتندرج على جدول أعمالها قضية تغير المناخ. ورجح مدير إدارة البيئة في البنك الدولي وارين إيفانز، أن"تؤيد مجموعة الثماني على نطاق واسع إنشاء صندوق الاستثمار في المناخ". ولفت إلى أن البنك الدولي"يعول على تلقي تبرعات تراوح مبدئياً بين 4 و5 بلايين دولار من دول مجموعة الثماني لصندوق التكنولوجيا النظيفة". واعتبر ما أوردته تقارير إعلامية عن جمع 10 بلايين دولار للصندوق"مبالغاً فيها". وأعلنت بريطانياواليابان والولايات المتحدة أنها ستساهم في الصندوق، مع ترجيح انضمام دول أخرى بعد الموافقة على تأسيس الصندوقين. ولم يبحث البنك في أي تمويل محدد أو تعهدات من المانحين لتأسيس الصندوق، ولو أن إيفانز واثق من قدرة المؤسسة الدولية على تدبير 500 مليون دولار للبرنامجين. وأوضح رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أن الصندوقين يشكلان"جزءاً من رد البنك على تحديات التغيرات المناخية". وقال:"سيكون للصندوقين تأثير ملموس على تأمين مزيد من التمويل للتحرك في شأن المناخ، وفي إظهار أساليب جديدة في التعامل مع الآثار الحالية والمستقبلية لتغير المناخ". ولفت إلى أن هذه الأساليب"ستراوح من الزراعة الى إدارة موارد المياه، ومن النقل الى التنمية الحضرية ومن التنوع البيئي الى توفير الطاقة". إلى ذلك، كشف برنامج الأممالمتحدة للبيئة، أن الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة"قفزت نحو 60 في المئة الى 148 بليون دولار في 2007". وبفضل ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري ومخاوف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تغذي ظاهرة الاحتباس الحراري، ارتفع الاستثمار في الطاقة النظيفة من مصادر مثل الرياح والشمس والوقود الحيوي العام الماضي بوتيرة أسرع ثلاث مرات مما توقعه البرنامج. وشبّه رئيسه أكيم شتاينر، الإقبال على الطاقة النظيفة،"بانجذاب الآلاف الى كاليفورنيا أواخر القرن التاسع عشر، التي تستقطب منقبي العصر الحديث في مختلف أرجاء الكرة الأرضية". وأفاد تقرير الاتجاهات العالمية في الاستثمار في الطاقة المتجددة للسنة الجارية، الصادر عن البرنامج، ان طاقة الرياح"جذبت معظم الاستثمارات العام الماضي، مستحوذة على 50.2 بليون دولار أي ثلث الاستثمارات في الطاقة النظيفة". وتجاوزت طاقة توليد الكهرباء من الرياح على مستوى العالم في آذار مارس الماضي، 100 غيغاوات أي ما يكفي لتزويد نحو 75 مليون منزل بالكهرباء. ولفت إلى ان الاستثمار في الطاقة الشمسية"ازداد 254 في المئة الى 28.6 بليون دولار السنة الماضية، بينما تعثر قطاع الوقود الحيوي وتراجع حجم الاستثمارات فيه بنحو الثلث الى 2.1 بليون دولار. وشكلت الطاقة النظيفة 23 في المئة من الطاقة الإجمالية السنة الماضية". ولاحظ أن الاستثمار العام في الطاقة المتجددة من طريق الأسواق"ارتفع الى 23.4 بليون دولار من 10.6 بليون في 2006". واتجه معظم الاستثمارات الى الدول الرئيسة في مجال الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على رغم أن الصين والهند والبرازيل استقطبت 26 بليون دولار السنة الماضية مقارنة ب1.4 بليون دولار فقط في 2004". وتمثل الدول الثلاث النامية 22 في المئة من الاستثمارات الجديدة في الطاقة المتجددة. وارتفع حجم الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة في أفريقيا خمسة أضعاف، لتبلغ 1.3 بليون دولار السنة الماضية بعد انكماش تدريجي بدأ منذ العام 2004. وتوقع التقرير أن"ينمو قطاع الطاقة المتجددة الى 450 بليون دولار عام 2012 والى 600 بليون عام 2020".