نظمت الأمانة العامة لاحتفالية "دمشق عاصمة للثقافة العربية" أخيراً، المرحلة الثانية من "مشروع إحياء الذاكرة التشكيلية في سورية"في محاولة لتعريف الجمهور ببعض الأعمال الفنية التي تعود إلى بداية ستينات القرن الماضي وحتى نهايته. وكانت الأمانة العامة أقامت المرحلة الأولى من المشروع في بداية شباط فبراير الماضي وعرضت فيها أكثر من 240 عملاً نحتياً وتصويرياً كانت مهملة في المتحف الوطني في دمشق وتعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وحتى بداية الستينات من القرن الماضي، أنجزها رواد الحركة التشكيلية السورية الأوائل مثل ميشيل كرشة وتوفيق طارق وسعيد تحسين ومروان قصاب. وجاء المعرض الثاني الذي افتتحته عقيلة الرئيس السوري بشار الأسد السيدة أسماء اول من أمس في متحف دمّر للفنون غربي دمشق ليكمل المرحلة الأولى بهدف تسليط الضوء على تاريخ الحركة التشكيلية السورية في مراحلها المتعددة وإبراز أهم الفنانين الذين مروا عليها. وضم المعرض أكثر من 70 عملاً تصويرياً منفذة بتقنيات لونية مختلفة كانت مخزنة في دهاليز وزارة الثقافة السورية ويعرض معظمها للمرة الأولى. وتعود هذه الاعمال الى أشهر 20 فناناً تشكيلياً مثلوا الأجيال التي أعقبت جيل التأسيس وما بعده في الحركة التشكيلية السورية المعاصرة التي تبلورت وتوضحت معالمها على أيديهم، خصوصاً فاتح المدرس وإلياس زيات ونذير نبعة وخزيمة علواني ومحمود حماد ونصير شورا. وبدا واضحاً من خلال اللوحات المعروضة أن الفنانين التشكيليين السوريين تأثروا بكل التيارات والاتجاهات التي أفرزتها الحياة التشكيلية العالمية حيث عكست لوحاتهم في مضمونها المدارس المختلفة من الواقعية والتعبيرية والرمزية إلى التجريدية والسريالية.