سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المالكي التقى نجاد وخاض مفاوضات صعبة اعتبر متقي نتائجها نقطة تحول في علاقات البلدين . إيران تؤكد معارضتها الإتفاق الأميركي - العراقي إذا لم تضمن مشاركتها الفاعلة في نظام أمني اقليمي
يخوض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي التقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، مفاوضات صعبة مع الجانب الإيراني. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن وزير الخارجية منوشهر متقي أبلغه معارضة طهران توقيع معاهدة أمنية بين بغدادوواشنطن، إذا لم تحصل على ضمانات تتيح لها المشاركة في نظام أمني اقليمي. وأنه شدد على أن نتائج محادثات المالكي في طهران ستشكل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، على رغم طمأنة المالكي مضيفيه الى أنه لن يسمح بتحويل العراق الى قاعدة للهجوم على أي دولة. وقالت هذه المصادر إن المالكي أبدى الكثير من التصلب في مواجهة المطالب الإيرانية، وقدم إلى المسؤولين الذين التقاهم أدلة على تدخلهم في الشؤون العراقية، حملها معه مساعد وزير الداخلية العراقي الذي يرافقه في زيارته. وأشارت الى توقيت الزيارة، معتبرة أنها"تحمل دلالات خاصة"، في وقت تخوض الحكومة العراقية مفاوضات لإبرام معاهدة أمنية مع واشنطن، بعد ادخال تعديلات على النص المتداول، تأخذ مخاوف الدول المجاورة في الاعتبار. وكان المالكي واصل لقاءاته في طهران أمس، حيث التقى نجاد بعدما أجرى محادثات مع متقي، وناقش معه نقاطاً صيغت على شكل مسودة اتفاق، وأبرز هذه النقاط: 1- رغبة العراق في بناء علاقة استراتيجية مع إيران على أساس الصداقة والاحترام المتبادل. 2- الجانب الأميركي شريك استراتيجي للعراق وإيران صديق حميم. 3- العراق ليس ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطنوإيران. 4- العراق لن يكون منطلقاً للهجوم على إيران. 5- العراقيون يريدون بناء دولة ديموقراطية لا دولة طائفية. الى ذلك، أبلغت مصادرعراقية"الحياة"ان بغداد تسعى الى توسيع نطاق اتفاقات أمنية وسياسية سابقة بين البلدين أو ابرام اتفاق جديد لطمأنة إيران الى أن أي معاهدة مع الولاياتالمتحدة لن تكون موجهة ضدها. لكن سامي العسكري، النائب المقرب من المالكي نفى في اتصال مع"الحياة"نيّة المالكي"توقيع اتفاق استراتيجي مع طهران، خلال هذه الزيارة، وقال إنه طرح على الجانب الايراني ما يتداوله العراقيون حول التدخل الايراني في الشأن العراقي من خلال دعم الميليشيات". واضاف انه"سيبحث مجمل العلاقة مع طهران وأوجه التعاون في مجال الأمن ومكافحة الارهاب والعلاقات الاقتصادية"، نافياً امكان توقيع اتفاق امني معها"، وقال:"إن التعاون موجود لكن الظروف الحالية لا تسمح بإبرام مثل هذا الاتفاق". الى ذلك، نقلت المصادر عن متقي قوله ان"نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقي ستكون نقطة تحول في العلاقات بين البلدين"، وتابعت إن المالكي شرح الظروف الحساسة للعراق، وقال إن"المشاورات بين بغدادوطهران مؤشر على عمق الأواصر بينهما"، وأضاف أن"الجماعات والتنظيمات الشيعية والسنّية والكردية يهمها ترسيخ هذه العلاقات". وحذر ضمناً من"أن استقرار الأوضاع الأمنية في العراق أو عدم تحسنها يمكن أن يؤثر في دول المنطقة". وأكد أن"الأمن من أهداف البلدين، ولن نسمح بأن يتحول العراق إلى قاعدة للإضرار بأمنكم أو أمن الدول المجاورة". والتقى المالكي رئيس السلطة القضائية السيد محمود هاشمي الشاهرودي بعد الاجتماع الموسع للوفدين، العراقي برئاسته والإيراني برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية برويز داوودي، وأكد الجانبان"العمل على تنمية العلاقات على رغم المؤامرات". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن المالكي قوله خلال محادثات مع داوودي ان"المشاكل الامنية تحل بشكل تدريجي نتيجة التعاون المتزايد بين الجماعات العراقية ... أمن العراق سيكون له أثر ايجابي على أمن الشرق الاوسط". ونسبت الى نجاد قوله ان"على جيران العراق مسؤولية أكبر في مساعدة بغداد على تحقيق السلام والأمن". وقالت الناطقة باسم السفارة الأميركية ميريبي نانتونغو في اجابة عن سؤال ل"الحياة"خلال مؤتمر صحافي عقدته امس ان"ايران تعمل من خلال وسائلها المعروفة لعرقلة الوصول الى اتفاق بيننا وبين العراق وتسعى الى ايقاف هذه المفاوضات ما نعتبره تدخلاً في الشأن العراقي لأن الاتفاق ثنائي بين بلدين يمتلكان سيادة". وكانت نانتونغو أشارت الى استمرار المفاوضات بين بغدادوواشنطن على رغم التحفظات العراقية، وجددت تأكيد واشنطن عدم سعيها الى اقامة قواعد عسكرية دائمة أو استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على دول الجوار.