لن ينسى الفلسطيني محمد أبو عتيق أبداً الهدف الذي سجله في مرمى التضامن صور في الوقت المحتسب بدل عن ضائع، اذ حمل الى فريقه الفوز ونقل لقب الدوري اللبناني ال48 لكرة القدم الى خزائنه للمرة الأولى وبلمح البصر من قبضة حامله الأنصار، بعدما أخفق غريمه التقليدي النجمة من المحافظة على تقدّمه. توّج العهد في إختتام"البطولة المجنونة"ومرحلة نارية بلغت الإثارة فيها شأواً كبيراً فعوضت"إرباكات"الموسم بكامله وبرودة المدرجات الممنوعة عن الجمهور بقرار أمني - سياسي. وكانت تطورات المرحلة السابقة التي أشعلت البطولة أدخلت العهد طرفاً فاعلاً في معركة إنتزاع اللقب، إثر فوزه بهدفين على الأنصار متصدّر الترتيب في غالبية مراحل الموسم. وقلب العهد، الذي أكمل المرحلتين الأخيرتين من دون لاعبين أجانب، تخلفه أمام التضامن صور الى فوز بهدفين لباسم مرمر وأبو عتيق في مقابل هدف لغسان شويخ. وإستفاد من تعادل الأنصار مع النجمة بهدف لمحمد غدار 27 في مقابل هدف لحسين أمين 89، ليرفع رصيده الى 49 نقطة بفارق نقطة واحدة عنهما ويصبح الفريق الحادي عشر الذي يحصد بطولة الدوري منذ إنطلاقتها عام 1934. وهو دخل اللقاء في المركز الثالث متخلّفاً بفارق نقطة, وكان يحتاج الى الفوز لإحراز اللقب شرط تعادل منافسيه. أما خسارته أو تعادل"القطبين"فكانتا تعنيان حصد الأنصار اللقب للمرة ال14. ولم يتسلّم العهد كأس الدوري لعدم إرسال نسخة عنه الى صور حيث كان الجميع يتوقع أن يتوج الأنصار أو النجمة في بيروت. وإستدرك أركان الاتحاد الموقف وتوجهوا الى مقر النادي في ضاحية بيروت الجنوبية وسلموا الكأس مساء الى أفراد الفريق فور وعودتهم من صور. ولعلّ أفضل تلخيص للتطورات الدراماتيكية التي منحت العهد لقباً مستحقاً، إعلان نائب رئيس نادي الأنصار كريم دياب أن فريقه أهدر لقباً كان في متناوله،"وليس في هذه المباراة تحديداً، وإنما إعتباراً من مراحل سابقة عندما إنتابتنا جميعاً حال من الغرور أدت الى ضياع النقاط تباعاً". وزاد:"يبقى الأهم بالنسبة لنا كأنصاريين أن تكون خسارتنا للقب هذه المرة درساً لنا للمستقبل، وأن نعي مسؤولياتنا أكثر". وأشار مساعد مدرب النجمة فادي اليماني الى أن أداء الفريق"لم يكن مقنعاً، على رغم أن اللقب كان في متناولنا حتى قبل النهاية بدقيقتين، ولكننا لم ننجح في صونه وحمايته. وقدّم الأنصار عرضاً قوياً في الدقائق ال15 الأولى وسنحت للاعبيه خلالها أكثر من فرصة خطرة كانت كفيلة بتجيير اللقب له، ولكن سرعان ما هبط أداؤهم في شكل متسارع نتيجة للتوتر والشدّ العصبي، قبل أن ينجحوا في تسجيل هدف التعادل متأخرين والذي قضى على آمال الفريقين". وفي باقي مباريات المرحلة، فاز شباب الساحل على مضيفه الأهلي بهدفين من دون ردّ. وتعادل الراسينغ والصفاء 2 -2، وفاز طرابلس على المبرة 3 -2، والإرشاد على الحكمة 3 -1. وشهدت المرحلة السابقة هبوط الإرشاد والأهلي صيدا الى الدرجة الثانية. وإحتفظ محمد غدار النجمة بلقب الهداف وبلغ رصيده 22 هدفاً. واللافت غياب الفرق الثلاثة التي تصارعت على اللقب عن مباراتي نصف نهائي كأس لبنان المقررتين غداً، اذ يلتقي الصفاء مع الراسينغ والمبرّة مع الإرشاد.