يبدأ الرئيس نيكولا ساركوزي اليوم زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية، يشارك خلالها في الاحتفالات بمرور 60 عاما على قيام الدولة العبرية. وقالت مصادر فرنسية ان الرئيس الفرنسي سيلقي غداً خطاباً أمام الكنيست يتناول فيه بصراحة قضية الاستيطان والجدار الأمني، موضحاً ان الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع اسرائيل والبحث في وضع المسار الفلسطيني والمفاوضات السورية - الإسرائيلية غير المباشرة والوضع في لبنان والملف الإيراني. وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية إن للزيارة أهميتها لأنها تتم قبل ايام من بداية الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، وتسبق القمة المتوسطية في 13 تموز يوليو المقبل. ومن المقرر ان يعقد ساركوزي لقاء في بيت لحم مع الرئيس محمود عباس، كما يطلق مشروع المنطقة الصناعية الفلسطينية - الفرنسية التي حصل على ضمانة إسرائيلية بالسماح بانشائها. ويخلو برنامج ساركوزي من زيارة للقدس الشرقية بخلاف ما حصل خلال زيارة الرئيس السابق جاك شيراك. وعلم أن زوجته كارلا التي ترافقه، ستزور المدينة المقدسة. الى ذلك، تعتبر مصادر الرئاسة الفرنسية ان عودة فرنسا الى اللجنة الرباعية الدولية يمكن ان يشكل مناسبة للتفكير في مساهمة أوروبية على صعيد مساعي السلام، مشيرة الى استعداد فرنسي للمشاركة في قوة ضامنة للسلام في المناطق الفلسطينية. وذكرت ان ساركوزي سيسعى خلال الزيارة الى دعم عباس نتيجة الوضع الحرج الذي يواجهه، كما يلتقي شخصيات فلسطينية في مقر القنصلية الفرنسية في القدس. ومن المقرر ان تزور وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال اليو ماري التي ترافق ساركوزي، ضريحي كل من الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيادي الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني وتضع اكليلين من الورود على قبرهما. وكان ساركوزي استبق زيارته لاسرائيل باعطاء مقابلتين لصحيفتي"يديعوت احرونوت"و"معاريف"حدد خلالهما مواقفه من 4 ملفات اساسية، هي العلاقات الثنائية، وعملية السلام على المسار الفلسطيني، والعلاقات مع سورية، والموقف من ايران. وشدد ساركوزي على ان العلاقات مع اسرائيل شهدت اخيرا"ازدهارا حقيقيا مجددا"، مضيفا انه يولي اهتماما بالغا لتوثيقها في جميع المجالات، ما دفع الصحيفتين الى الحديث عن"شهر عسل"في عهده. كما تعهد الرئيس الفرنسي أن تفعل بلاده كل ما في وسعها لمنع حصول ايران على السلاح النووي، مضيفاً ان"وجود اسرائيل"هو موضوع غير قابل للنقاش، كما ان امنها ليس خاضعا للتفاوض. وانتقد الاستيطان باعتباره"عقبة امام السلام"، مشددا على ان حل النزاع لن يتحقق من دون اقامة دولة فلسطينية ديموقراطية، وعلى ان الامن لاسرائيل مفتاح السلام. وبالنسبة الى تحسن العلاقات مع سورية، قال ان فرنسا ليست اقل صرامة من السابق، لكن تحسن العلاقات مع سورية يأتي في اطار رد الفعل على لفتات عينية قامت بها سورية عندما سمحت بحصول تقدم في الملف اللبناني. من جهة اخرى، استبعدت المصادر الفرنسية مجدداً عقد لقاء بين الرئيس بشار الأسد ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت على هامش القمة المتوسطية في باريس. وعلمت"الحياة"ان شيراك سيقاطع العرض العسكري في 14 تموز لمناسبة العيد الوطني الفرنسي بسبب حضور الاسد العرض. لكن مصادر ديبلوماسية اوروبية قالت ل"الحياة"في دمشق ان الاسد سيشارك في اجتماع القمة المتوسطية والغداء الرسمي اللذين سيعقدان في 13 الشهر المقبل، بمشاركة ممثلي الدول المتوسطية ومن بينهم اولمرت، علماً ان مسؤولين سوريين كانوا شاركوا في السنوات الاخيرة في اجتماعات"يورو ميد"بمشاركة نظرائهم الاسرائيليين، شرط ان تعقد هذه الاجتماعات في دول اوروبية. وتفيد المعلومات المتوافرة ل"الحياة"ان استمرار برنامج"التطبيع"السوري - الفرنسي وبناء الثقة المتبادل بين البلدين، سيؤدي الى قيام ساركوزي بزيارة لدمشق في آب اغسطس المقبل، ثم قيام وفد اقتصادي سوري كبير بزيارة لباريس في تشرين الاول اكتوبر المقبل.