يسعى المنتخب السعودي إلى استعادة توازنه الفني في التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 عندما يلاقي نظيره اللبناني اليوم ضمن منافسات المجموعة الرابعة، بعد أن خسر الأخضر في الجولة السابقة أمام المنتخب الأوزبكي بثلاثية موجعة، أبعدته عن الصدارة ورمت به إلى المركز الثالث بفارق الأهداف عن المنتخب السنغافوري. المواجهة في غاية الأهمية للمنتخب السعودي، ولن يكون له طموح غير الفوز ولا شيء غيره إذا ما أراد النهوض من جديد ومسح آثار الخسارة السابقة، خصوصاً أنه أقوى المرشحين لبلوغ المونديال وليس الوصول إلى المرحلة المقبلة فقط، ما يجعل المدرب البرازيلي آنغوس يسعى بكل ما أوتي من مخططات إلى تحقيق فوز صريح يعيد للأخضر هيبته بين فرق المجموعة، واستعد المنتخب جيداً لهذه المواجهة من خلال معسكر أقيم في الرياض، خاض خلاله مباراتين وديتين أمام سورية والكويت، كسب الأولى بهدف من دون رد، والثانية بهدفين في مقابل هدف، ما مكّن المدرب من الوقوف على مدى جاهزية اللاعبين كافة، ولن يتردد آنغوس في اتباع النهج الهجومي منذ البداية، سعياً لكسر الحصون الدفاعية المتوقعة للفريق الضيف، كما أن أهمية المباراة تحتم على آنغوس عدم التفكير بغير الفوز، ولديه قائمة مليئة بالأوراق الرابحة التي تمكنه من فرض ما يريد على المستطيل الأخضر، وينجح رباعي الوسط خالد عزيز وعمر الغامدي وعبده عطيف ومحمد الشلهوب في القيام بأدوارهم الدفاعية والهجومية على أكمل وجه، إذ يتحرك الشلهوب وعطيف لمساندة الهجمة يميناً ويساراً، فيما يتفرغ الغامدي وعزيز للأدوار الدفاعية، وفي مثل هذه المباريات يحرر المدرب ظهيري الجنب عبدالله الشهيل وزيد المولد من القيود الدفاعية، ويوكل لهما عدداً من المهام الهجومية. القوة الهجومية التي يمثلها الثنائي ياسر القحطاني ومالك معاذ تعد ابرز أسلحة المنتخب السعودي للوصول إلى نقاط المباراة كاملة متى ما وجد هذا الثنائي الدعم المناسب، ويحتفظ المدرب البرازيلي ببعض الأوراق الرابحة إلى جانبه على دكة الاحتياط، إذ يبقي سعد الحارثي ومحمد أمين للحصة الثانية تحسباً لتأخر حسم نتيجة المباراة. في المقابل، يدخل المنتخب اللبناني بطموحات البحث عن أفضل النتائج وتحسين الوضع على سلم الترتيب، خصوصاً أن الفريق يقبع في ذيل الترتيب من دون رصيد نقاطي، بعد أن خسر المواجهتين السابقتين أمام أوزبكستان وسنغافورة، ولن يجد مدربه حسن الشفري خياراً أفضل من إغلاق المناطق الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين والاعتماد على الكرات المرتدة، التي ينطلق خلفها المهاجم الخطر محمد غدار وزميله محمود علي، وهما ثنائي خطر يجيد الاستفادة من المساحات المتاحة في دفاعات الخصم. المنتحب اللبناني استعد للمواجهة عبر معسكر أقامه في قطر، خاض خلاله مباراة ودية أمام منتخب قطر وخسرها بهدفين في مقابل هدف، وموقفه على سلم الترتيب لا يسمح له بالمزيد من التفريط النقاطي إذا ما أراد المنافسة على التأهل للمرحلة الثانية، وعلى رغم الفوارق الفنية التي ترجح كفة المنتخب السعودي إلا أن لبنان يبقى منتخباً طموحاً ويتسلح بحماسة وقتالية لاعبيه.