اعترف الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية عبد الحكيم عاشر بفشل ذريع لقوات الداخلية والأجهزة الأمنية الأفغانية في مواجهة مقاتلي حركة"طالبان"، الذين تمكنوا، بحسب قوله، من استغفال قوات الأمن وإطلاق سراح حوالى ألف سجين في ولاية قندهار جنوب. ووصف عاشر في تصريح إلى"الحياة"حال الأجهزة الأمنية الأفغانية في قندهار ب"الكارثي"، مضيفاً أن مسؤولي الأمن"غير أكفاء"، لكنه نفى أن تكون"طالبان"تمكنت من شراء ذمم ضباط أو اخترقت صفوفهم. وهي إشارات إلى احتمال قيام الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بتغيير قادة الأجهزة الأمنية في قندهار وحاكم الولاية. وبحسب شهود، فإن مقاتلي"طالبان"هاجموا بقذائف صاروخية مركزين للشرطة للتمويه عن هجومهم الكبير على سجن المدينة المركزي غرب، ويحيط به سور عال وأسلاك شائكة. كما فجروا شاحنة مفخخة بأكثر من 1.5 طن من المتفجرات عند مركز المراقبة والبوابة الرئيسة للسجن سُمع دوي التفجير في أنحاء قندهار. وهاجم انتحاري من"طالبان"نقطة مراقبة للسجن وتسلل نحو 30 من زملائه إلى ساحاته واشتبكوا مع حراسه، في وقت كان مقاتلون آخرون يُخرجون السجناء من زنزاناتهم مستخدمين دراجات نارية وسيارات لتضليل القوات الأميركية والأفغانية وعرقلة مطاردتها لهم. وذكر شهود أن قوات الأمن الأفغانية داهمت أحياء في قندهار بحثاً عن سجناء فارين من دون جدوى. وبحسب بيان لوزارة الداخلية فإن نحو 1100 سجين كانوا معتقلين في سجن قندهار حين هاجمته"طالبان"، أفلت 870 منهم من قبضة الدولة. وتتهم أوساط حكومية أفغانية في شكل غير مباشر حاكم الولاية أسد الله خالد بتسببه في هجوم"طالبان"، إذ رفض الانصياع إلى قرار المحكمة العليا بالإفراج عن مئات السجناء أو تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم، وتوعّد بسجن من يشتبه بعلاقته ب"طالبان"وإعدامه، ما قاد السجناء إلى الإضراب الشهر الماضي، وأدى إلى تعهّد"طالبان"الإفراج عنهم بطريقتها الخاصة. وكشف قاري محمد يوسف الناطق باسم"طالبان"أن 32 من مقاتلي الحركة، بينهم انتحاريان، هاجموا السجن المركزي، وأن السجناء المحررين وصلوا إلى أماكن آمنة لا يمكن القوات الأميركية والأفغانية بلوغها. إلى ذلك، شهد عدد من الولايات الأفغانية تظاهرات احتجاج على ما وصفه سكان محليون تدنيس القوات الأميركية نسخاً من القرآن ورميها في القاذورات. وتوعّد متظاهرون في ولاية كونار شرق كل من يعمل لدى القوات الأميركية بالقتل. واحتجّ متظاهرون في مديرية زرمت جنوب شرق على مجزرة قتل فيها 36 قروياً قبل أيام على أيدي القوات الأميركية، كما قتل 9 مدنيين في ولاية غزني على أيدي القوات الأفغانية بعدما تظاهر مواطنون ضد تدنيس القرآن. وتزامنت التظاهرات مع هجمات ل"طالبان"في مناطق مختلفة أسفرت، بحسب بيانات وزارة الداخلية، عن مقتل أكثر من 15 جندياً أفغانياً، فيما اعترفت قوات التحالف بمقتل أربعة جنود أميركيين.