في الوقت الذي تصاعدت الاتهامات بين منتجي النفط والغاز من جهة، والشركات والمضاربين من جهة أخرى، حول المسؤولية في ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية، كشفت شركة"شل"الهولندية - البريطانية، في مكتبها في بايندايل ولاية وايومنغ الأميركية حيث حقول الغاز الخاصة بها، وحيث يقع ثاني أكبر حقل غاز في الولاياتالمتحدة وسط مناطق طبيعية خلابة، ما يعني مسؤولية إضافية على الشركة للمحافظة على الطبيعة والحيوانات البرية التي تعيش فيها، عن تكنولوجيا جديدة لاستكشاف الغاز الطبيعي واستخراجه، وصولاً إلى ضخه في الأنابيب للاستهلاك المحلي أو التصدير. وأوضح مدير شل للحقول البرية في الولاياتالمتحدة دايفيد تود، لمجموعة من وسائل الإعلام من ألمانيا وأوكرانيا والبرازيل ولبنان "الحياة" ولصحافيين أميركيين زاروا المنطقة من 2 إلى 5 من الشهر الجاري، ان"شل"حفرت منذ 2002 مئتي بئر للغاز، وسمح لها"نظام تجميع الغاز السائل"بتقليل الوقت الذي يستغرقه حفر البئر الواحدة من 60 إلى 20 يوماً، ما أدى إلى خفض كلفة الحفر 60 في المئة، مشيراً إلى ان الشركة قررت نقل التكنولوجيا الجديدة إلى أميركا الشمالية الولاياتالمتحدة وكندا، وأضاف ان الشركة حققت بفضل نظامها التقني الجديد، 250 في المئة من توقعاتها عام 2000، في ما يتعلق بعمليات الاستكشاف والاستخراج، مؤكداً ان عمليات تطوير الحقول تسير بأسرع مما يتوقعوا، المتعلقة بحفر 1200 بئر، وتحققت الأهداف بحفر 400 بئر. وفي 2005، وقعت الشركة اتفاق شراكة مع شركتي"كويستار"و"ألترا"الأميركيتين، هدفها أيضاً خفض الآثار السلبية لعمليات الحفر على الطبيعة والحياة الاجتماعية للمواطنين. وأكد انه لو لم تبتكر"شل"نظامها الجديد، لتضرر 50 في المئة من مساحة الأرض التي تجري فيها عمليات الحفر، لكن الآثار السلبية انخفضت مع النظام الجديد 80 في المئة. وبعد شروحات حول النظام التقني الجديد، انتقل الوفد الإعلامي إلى حقول الغاز في"بايندايل"، ومن على منصات الحفر، تولى أحد المهندسين شرح العمليات حفراً واستخراجاً، وكيفية تمكنهم من خفض 100 منطقة من مناطق الحفر، التي انحصرت في مناطق صغيرة جداً، وتمكنوا بالتالي من مضاعفة عدد الآبار أربع مرات، موضحاً ان المياه التي تفصل عن الغاز سيعاد ضخها إلى باطن الأرض حفاظاً على توازنها الجيولوجي. وأوضح أحد المهندسين ان الغاز السائل المنتج كان ينقل إلى مناطق التخزين والتصدير، بواسطة صهاريج، تجتاز ملايين الأميال سنوياً، الا ان النظام التقني الجديد خفض عمليات النقل والتخزين للتصدير في شكل كبير جداً، ومن نتيجته انخفضت أيضاً انبعاثات الغازات السامة التي تطلقها عوادم الصهاريج. وتدخل تود موضحاً ان الدافع الأساسي لابتكار النظام التقني الجديد، هو ان الشركة وجدت نفسها مجبرة على التوقف عن العمل نحو 7 شهور في السنة، بسبب الثلوج ورداءة الطقس، فكان لا بد من البحث عن وسائل لتسريع عمليات الاستكشاف والحفر والإنتاج، حفاظاً على مستوى الإنتاج، وخفض كميات الغازات السامة المنبعثة، ما دفع الشركة إلى اعتماد استراتيجية طويلة المدى، وكذلك لجأت إلى انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في منطقة الحقول. مشيراً إلى ان العمل بالنظام الجديد بدأ العام الماضي. الحفاظ على البيئة وبعد العودة من حقل الغاز الطبيعي إلى مكتب الشركة في بايندايل، تولت المهندسة الجيولوجية إيمي دايفيسون، تقديم عرض عن نشاط الشركة في الحفاظ على البيئة، مشيرة إلى أنها قدمت مليون دولار لمشاريع البيئة في وايومنغ تربية، بحوث علمية، مشاريع قيد التنفيذ، ومولت 10 مؤسسات مدنية ب 792 ألف دولار، إضافة إلى 500 ألف دولار أخرى كمبادرة لحماية البيئة، ووضعت في أولوياتها إعداد مشاريع لحماية الطبيعة البرية والموارد الطبيعية. وأشارت دايفيسون، إلى ان الشركة تستعمل التكنولوجيا الجديدة لجعل عمليات الحفر اكثر دقة، وداخل مساحات أصغر من الأراضي، وتدرس حالياً مشاريع باستعمال المياه المستخرجة والمصاحبة للغاز الطبيعي بإعادة ضخها إلى باطن الأرض. كما التزمت بالحفاظ على الحياة البرية في المنطقة، وأجرت دراسات عن تأثير عمليات الحفر عليها.