أبدى وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط قلقه وانزعاجه مما يشهده لبنان من احداث، منبهاً الى "ان المواجهات والصدامات واللجوء الى الشارع في ظل الوضع الحساس والأزمة السياسية التي تعصف بلبنان تدفع بالبلاد دفعاً الى مخاطر غير محسوبة العواقب"، آملاً ب"استعادة سريعة للاستقرار الأمني"، ومؤكداً"الدور المحور الذي يضطلع به الجيش اللبناني وقوى الأمن في تحقيق ذلك". وأشارت السفارة المصرية لدى لبنان في بيان لها الى الاتصالين اللذين تلقاهما أبو الغيط من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ومن رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري أول من أمس، وأوضحت ان أبو الغيط أبدى قلقه من استهداف"طريق المطار الدولي وهو أمر ترى مصر أهمية أبعاده تماماً عن تأثير أي عوامل واحداث داخلية". واعتبر أبو الغيط"ان التصورات لا تساعد على استئناف الحوار"، متطلعاً الى"استمرار جهود حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون انتخابي". وأشار البيان الى أن أبو الغيط كان استمع الى شرح من السنيورة عن موقف الحكومة ومساعيها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وأنه أكد للسنيورة"موقف مصر الداعم للحكومة اللبنانية في اضطلاعها بدورها المحوري باعتبارها المؤسسة الدستورية القائمة على ادارة شؤون البلاد بما يعنيه ويستتبعه ذلك من ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تكفل تسيير أمور الدولة اللبنانية ويحول دون تآكل سلطتها أو صدقيتها". وقال الناطق باسم الخارجية المصرية إن أبو الغيط أعرب للسنيورة عن"تطلع مصر لانتهاء المواجهات في اسرع وقت ممكن حتى لا ينزلق أي طرف الى هاوية صراع طائفي أو مذهبي لا يريده اللبنانيون أو العرب". ونقل الناطق عن أبو الغيط تأكيده للحريري"أهمية ضبط النفس"، مشيراً في الوقت نفسه الى حرص مصر البالغ على تفادي أية مواجهات على خلفية طائفية في لبنان في ضوء الخطورة الواضحة لها على الأوضاع المتأزمة في هذا البلد والمنطقة ككل. وشدد ابو الغيط للحريري على"ان الطرف الذي يدفع بالمواجهة ويستمر فيها من دون اكتراث بالسلم الأهلي في لبنان سيتحمل من دون شك المسؤولية التاريخية عن أفعاله". وأشارت السفارة الى أن أبو الغيط كلف السفير لدى لبنان"تكثيف تواصله مع كل القوى والشخصيات التي يمكنها العمل على احتواء الموقف". ودعت الجامعة العربية إلى التهدئة في لبنان، وأجرى الأمين العام للجامعة عمرو موسى طوال يوم أمس اتصالات مع أطراف لبنانية وعدد من العواصم العربية لاحتواء الموقف في لبنان. وصرح الأمين العام المساعد للجامعة للشؤون السياسية السفير احمد بن حلي للصحافيين بأن موسى، الذي يقوم حالياً بزيارة الى الولاياتالمتحدة،"على تواصل مستمر مع الأطراف المعنية في لبنان والدول العربية لاحتواء الموقف في لبنان". وقال بن حلي إن موسى"سيقرر على ضوء هذه الاتصالات خطوات التحرك المقبل ومن بين ذلك الذهاب إلى بيروت". وأكد أن المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية"ما زالت قائمة ولا بد من إعطاء الفرصة كاملة لتنفيذها".