استبق رئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" سمير جعجع، جلسة انتخاب العماد ميشال سليمان، بعقد مؤتمر صحافي أعلن خلاله مشاركة نواب"القوات"في عملية انتخابه واقتراعهم له على"رغم تحفظنا عن عدم تعديل المادة 49 من الدستور". وأوضح جعجع وجهة نظر القوات دستورياً وسياسياً، بقوله:"تتمسك القوات اللبنانية بضرورة احترام الدستور اللبناني والتقيد بأحكامه الملزمة والمنظمة لإستمرارية الدولة والحياة الديموقراطية البرلمانية، بخاصةً أن الدستور اللبناني هو صمام الأمان للعيش المشترك وللوحدة الوطنية بعيداً من منطق الفوضى والعنف"واضاف:"إن القوات ومن وجهة النظر الدستورية البحت، كانت تنادي دائماً بضرورة التمسك بالآلية الدستورية المحددة لانتخاب رئيس الجمهورية وبضرورة احترام وعدم مخالفة المادة 49 من الدستور وسواها من المواد المنظمة لعملية انتخاب الرئيس، لذا لا بد من تسجيل تحفظ مبدئي على عدم إجراء انتخاب الرئيس خلال المهلة المحددة في الدستور، وعلى عدم تعديل المادة 49 منه قبل اجراء عملية انتخاب الرئيس بصورة تجعل انتخاب العماد سليمان بمنأى عن أي لغط لاحق في شأن دستورية هذا الانتخاب وقانونيته". وأَضاف:"إن إجراء انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية من دون تعديل المادة 49 من الدستور، الفقرة الثانية والثالثة، يشكل مخالفة دستورية يرتكبها المجلس النيابي وبصورة أولى رئيس المجلس النيابي عبر الاجتهاد الآحادي في تفسير المادة 74 من الدستور والتي لا يمكن لها وفي أي حال من الأحوال أن تحجب أو تعفي من تطبيق صراحة نص المادة 49 من الدستور". وأضاف جعجع:"ان القوات ومن ضمن تحالف قوى 14 آذار كانت مؤيدة وبوضوح ترشيح العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي منذ البداية واستمرت بتأييد هذا الترشيح في كل المراحل الماضية، وهي ترى في انتخاب رئيس الجمهورية العتيد المدخل الأساسي الصحيح الى مرحلة جديدة من التوافق السياسي والتلاقي والعودة إلى حياة المؤسسات بروح وطنية بناءة جامعة وصفحة جديدة على طريق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي". ورداً على سؤال عن حجم التمثيل في الحكومة المقبلة قال جعجع:"لكل فريق حجمه النيابي والشعبي وكل هذه العوامل ستؤخذ في الاعتبار في تمثيل الكتل النيابية والأحزاب في الحكومة الجديدة". واعتبر جعجع أن"من المعيب الحديث عن تشكيل الحكومة قبل اجراء الاستشارات"، متمنياً"عدم حصول"تناتش"او تهافت من كل الافرقاء على الحصص الوزارية والاتيان بأشخاص"شي تكتك شي تيعا"من الذين لا عمل لهم". وسئل جعجع:"البعض يعتبر انه هو من أعاد الشراكة إلى الوطن ويقيمون حملة إعلانية على الطرقات؟ فأجاب:"كان من الواجب أن يكون هذا اليوم يوم فرحة للجميع ويوماً جديداً وسيكون كذلك، ولكن أسلوب بعض الأفرقاء يعتمد على الغش والتزوير وتحوير الحقائق والوقائع، وسأتوقف لشرح ما يحصل علماً أنني كنت أتمنى انه مع اتفاق الدوحة يجب أن نكون جميعاً طوينا الصفحة وفتحنا صفحة جديدة". وأضاف:"بعد انتهاء اتفاق الدوحة، العماد عون وبعض المحيطين فيه، لا سيما كل حلفاء سورية، يشنون هجوماً إعلامياً لتصوير العماد عون وكأنه أب للمسيحيين - وكنت اتمنى ذلك - وكان همه الأول والوحيد في الدوحة تحصيل حقوق المسيحيين. اطرح كل ذلك مع احترامي للجنرال عون لبلورة الحقائق وتصويبها في هذه المرحلة الدقيقة". ورد جعجع على وصف الوزير السابق سليمان فرنجية عون بأنه"أبو المسيحين"، سائلاً إياه:"كنت لمدى 15 سنة متربعاً في أهم المقاعد الوزارية والابن المدلل لسورية وآنذاك كان أولاد"أبي المسيحيين"يتعرضون يومياً للاضطهاد والملاحقات، فهل الآن بدا لك أن عون هو أبو المسيحيين؟"، معتبراً أن"هذا مؤشر الى المناورة الكبيرة التي تحصل من اجل زيادة الشرخ داخل الصف المسيحي ومحاولة سورية وحلفائها تنصيب العماد عون وكأنه أبو المسيحيين". وتابع جعجع:"العماد عون كان لديه قناعة راسخة - وكل منا له الحق بأن تكون له قناعته - بأنه لا تتحقق مصلحة المسيحيين في لبنان إلا إذا انتُخب هو رئيساً للجمهورية، من هنا كل جهوده كانت تصب في هذا الاتجاه انطلاقاً من هذه القناعة وبالتالي لم يكن همه ملاحقة مصلحة المسيحيين بالمعنى الفعلي للكلمة". وذكر جعجع بطرح عون"في كل الأوقات بتشكيل حكومة انتقالية وليس انتخاب رئيس جديد للجمهورية وحتى في اجتماعات الدوحة ظل لآخر لحظة هذا الاقتراح سارياً". وكشف جعجع عن"أربعة اتصالات من وزير خارجية ايران منوشهر متقي ب"حزب الله"للسير بالاتفاق وعندها أبلغ الأخير عون انه سينتخب العماد سليمان وحين أيقن عون أن حلفاءه تخلوا عنه اضطر الساعة الثانية والنصف صباح الأربعاء بعد زيارة الأمير القطري لهُ أن يسير في الاتفاق".