لم تمض ساعات على إعلان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان واشنطن ستواصل فرض عقوبات أحادية الجانب على إيران، طالما لم تتخل عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، حتى أفاد ديبلوماسيون أمس، بأن الاتحاد الأوروبي يجهز عقوبات على أكبر مصارف إيران، لكنه سينتظر ليرى كيف سترد طهران على عرض جديد للدول الكبرى في شأن برنامجها النووي قبل ان يتحرك. وقال ديبلوماسي أوروبي ان الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، يتخذ الاستعدادات القانونية والفنية لتجميد أصول بنك ملي وأموالهن وهو مصرف مملوك للدولة الإيرانية. لكن مصدراً في رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها حالياً سلوفينيا، قال إن بروكسيل تريد أولا ان ترى رد طهران على مجموعة معدلة من الحوافز السياسية والاقتصادية، يعرضها على إيران قريباً الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، قبل ان يوافق الوزراء على العقوبات. وقالت رايس في الطائرة التي أقلّتها الى بالو التو كاليفورنيا مع نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند:"سنواصل معاقبة الكيانات التي نكتشف أنها تحاول التسلل الى النظام المالي الدولي بألاعيبها اللئيمة"، مضيفة:"نعم، سنواصل ذلك وسنفعله في شكل عنيف". واتخذت واشنطن عقوبات أحادية الجانب لحمل إيران على التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم. وأدرجت في تشرين الأول اكتوبر الماضي المصارف الإيرانية الأساسية الثلاثة ملت وملي وصادرات على اللائحة سوداء، فيما صادق مجلس الأمن في الثالث من اذار مارس الماضي على قرار يشدد العقوبات بحق إيران ويزيد لائحة الأشخاص والهيئات المرتبطين بالبرنامجين النووي والبالستي الإيرانيين، والذين جمدت حساباتهم في الخارج ومنع بعضهم من السفر. ولفتت إلى ان إدارة جورج بوش تدرس"كل يوم"مسألة فرض مزيد من العقوبات على إيران. وقالت:"سنواصل تصنيف كيانات كلما وجدنا أنها تحاول استخدام النظام المالي العالمي لتحقيق مكاسب بغيضة، نعم سنواصل عمل هذا وسنواصله بنشاط"، مؤكدة أنه"يجب الا تكون إيران في وضع يسمح لها باستخدام النظام المصرفي، لتحويل أرباح تحققت من الإرهاب او الانتشار النووي". ولفتت رايس إلى انه اذا رفضت إيران حزمة الحوافز المعدلة فإنها ستواجه مزيداً من العقوبات في الأممالمتحدة. وأكد ميليباند ان إيران أمامها اختيار مهم ويجب ان تقبل عواقب أفعالها، وقال:"نوضح بجلاء للعالم ان هذا اختيار لإيران. وهي تستطيع أن ترى اليد الممدودة من العالم كله المستعد للتعاون على المستويات الاقتصادية والتقنية والعلمية ولكن بشرط ان تراعي مسؤولياتها". تحذير إيراني في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ان على القوى الكبرى"ان تعلم بأن عمرها يقترب من نهايته، وان الشعب الإيراني في مقدمة الشعوب الحرة في العالم، يتقدم من اجل نشر الإسلام والعدالة والأخوة والتوحيد. جاء ذلك فيما حذر نائب قائد الجيش الإيراني اللواء محمد رضا قرائي اشتياني من شن اي هجوم على بلاده، وقال ان"الرد الإيراني سيكون قاسياً والأثمان التي ستدفع مقابله ستكون غالية". جاء كلام اشتياني رداً على أنباء أذيعت في إسرائيل عن نية أميركية في توجيه ضربة عسكرية لإيران وفرض حصار بحري عليها، وذلك خلال احتفال عسكري جرى في طهران في ذكرى معركة خرمشهر 1982 بين القوات الإيرانية والعراقية، وشاركت في الاحتفالات القوات البرية والبحرية والجوية. واكد اشتياني ان إيران"طورت قدراتها وإمكاناتها العسكرية داخلياً، باعتراف كل الخبراء العسكريين في العالم"، لافتاً إلى أن"كلام الأعداء يدخل في نطاق الحروب النفسية للحفاظ على مظهره". من ناحيته هاجم رجل الدين المحافظ احمد خاتمي في صلاة الجمعة في طهرانواشنطن، واتهامها بالوقوف وراء تفجيرات استهدفت الشهر الماضي مدينة شيراز. وقال خاتمي إن"أميركا كان لها دور في التخطيط وإنها تريد العمل على نشر أعمال التخريب في إيران، وهي أمرت عدداً من الأفراد، الذين لا دين لهم ولا مذهب، تنفيذ المهمة".