أوضاع لبنان أربكت مهرجان "موازين" المغربي . مسارح بيروت تعاود نشاطها

كاد اضطراب الأوضاع الأمنية التي شهدها لبنان في الفترة الأخيرة، وأغلق على أثره مطار بيروت الدولي، أن يرخي بظلاله على مهرجان"موازين"المغربي في دورته السابعة، الذي بدأ في 16 أيار مايو الجاري ويستمر حتى 24 منه في الرباط. فالفنانون اللبنانيون المشاركون في الليالي الأولى من المهرجان، لم يستطيعوا الوصول الى الرباط، في الوقت المناسب.
غير أن وجود عدد منهم خارج لبنان في إطار ارتباطات فنية أو شخصية، خفف الأزمة. من هؤلاء: ديانا حداد التي كانت في دبي حيث تقيم مع زوجها الإماراتي، وفضل شاكر الذي كان موجوداً مصادفة في قطر. أما نانسي عجرم وفرقتها الموسيقية وعدد من الموسيقيين العاملين مع فِرق أخرى، ووكلاء أعمال المطربين اللبنانيين المشاركين، فلم يستطيعوا الخروج من بيروت.
لكن القائمين على المهرجان تمكّنوا من خلال اتصالات مكثّفة ببعض المسؤولين ووكالات شركات الطيران، من تأمين خروج نانسي والموسيقيين، الذين احيوا حفلات ناجحة في العاصمة المغربية. وتمكن هؤلاء من مغادرة لبنان براً من طريق دمشق، ثم استقلوا طائرة من الأردن الى تونس، ومن ثم الى المغرب.
ومن المتوقع ألا يعود الفنانون اللبنانيون والعرب إلى لبنان حالياً، اذ سيتوجهون مباشرة من المغرب نحو وجهات أخرى مرتبطون فيها بالتزامات فنية. ففضل شاكر سيتوجه إلى القاهرة، ونانسي ستسافر الى دبي. يذكر أن حفلات فنيّة عدّة أُلغيت في العالم العربي منذ تدهور الوضع الأمني في لبنان، مثل حفلات نانسي عجرم في دبي وبيروت والقاهرة، وحفلة ديانا حداد في قطر.
أما في بيروت التي استقطبت أحداثها كاميرات التلفزيونات العالمية والعربية، واعتلت أخبارها الصفحات الأولى من معظم الصحف، فعادت الحياة الثقافية كما كانت قبل السابع من أيار مايو الجاري يوم اندلاع الاشتباكات بين أنصار المعارضة والموالاة. فالساحة الفنية وإن لم تكن معافاة تماماً، لا بأس بها من النشاطات الثقافية والفنية. ومن هذه النشاطات"مهرجان الربيع"الذي تنظمه مؤسستا"شمس"في بيروت و?"المورد الثقافي"في مصر، والذي بدأت فعالياته على مسرح"دوار الشمس"في الطيونة جنوب بيروت، في الأول من الشهر الجاري. لكن الأحداث الأمنية حالت دون استمراره، لأسبوعين متتاليين. أما مساء اليوم فيستعيد المسرح بريقه باستئناف نشاطات المهرجان، من خلال العرض الراقص"لاسمالا بيبي"للمغربي خالد بنغريب وفرقته المغربية ? الفرنسية"CIE 2K-FAR". ويستمرّ المهرجان ليقدّم عازف الإيقاع اللبناني روني براك مساء الجمعة المقبل، حفلة بعنوان"جاذبية الإيقاع". وعند الخامسة من مساء اليوم التالي، تفتتح الفنانة الفلسطينية أمل الكعوش معرض رسومها الكاريكاتورية"ميرون 48"في أروقة"دوار الشمس"، فيما تُلقي الكاتبة المصرية أهداف سويف محاضرة بعنوان"فلسطين: ذكريات واكتشافات"، عند السادسة. وتختتم الفرنسية كريستال فرانكا المهرجان بالعرض السمعي"لعبة العبور"، في الثاني من حزيران يونيو المقبل. ويستأنف مسرح"غلبنكيان"نشاطه الأربعاء 28 أيار الجاري بعرض مسرحية"العميان"إخراج لينا أبيض عن نص لموريس مترلينك.
ويذكر أن مسرح"مونو"كان استأنف نشاطاته الجمعة الماضي بعرض مسرحية"سوء تفاهم"للوسيان بورجيلي، المستمرّ حتى أواخر الشهر الجاري. ومن ثم يقدّم في 29 أيار مايو عرضاً كوميدياً فرنسياً بعنوان"عام سعيد".
ويعاود مسرح المدينة عرض"بشغف الضائع"لندى كانو مساء بعد غد الخميس، ليستمر حتى الأحد المقبل. كما يلتقي محبو الموسيقي شربل روحانا مساء السبت والأحد في مسرح بابل، حيث سيُحيي حفلتين لمناسبة صدور ألبومه الجديد"شغل بيت"بمشاركة موسيقيي"مجموعة بيروت الشرقية".